والفضل
بيد الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
****
لا شك أن هذا بيد الله، الفضل بيد الله، والله
حكيم عليم، لا يعطي فضله إلا من يستحقه ويليق به، ويحرم من لا يستحق الفضل؛ لأنه
حكيم سبحانه وتعالى: ﴿ذَٰلِكَ
فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ﴾ [الحديد: 21]، فهو
حكيم يضع الفضل في مواضعه، ويضع الحرمان في مواضعه.
تأبى حكمته أن يؤتي
الفضل من لا يستحق، ويحرم المستحق، تأبى حكمته ذلك، فهو أعلم بمن يستحق ومن لا
يستحق، ولكن العبد يبذل السبب، فإذا بذل الأسباب، يسر الله له، ومن أعظم الأسباب
الدعاء، يدعو الله -تعالى- أن يهديه، أن يبصره، أن يدله على الخير، هذا من أعظم
الأسباب.
نعم، الفضل بيد
الله، لكن نحن مأمورون بالأخذ بالأسباب؛ لنيل الفضل من الله عز وجل، ومنهيون عن
تعطيل الأسباب والكسل، والمتنبي يقول:
ووضع الندى في موضع
السيف بالعلا*** مُضر كوضع السيف في موضع الندى
يجب وضع الندى في مكانه،
ووضع السيف في مكانه، ولا يوضع هذا في مكان هذا، وإلا فستضيع الدنيا.
****
الصفحة 5 / 664