ولم
يصل العيد بمسجده إلا مرة واحدة أصابهم مطر؛ إن ثبت الحديث، وهو في سنن أبي داود ([1])،
وكان يلبس أجمل ثيابه ([2])،
ويأكل قبل خروجه في عيد الفطر تمرات، ويأكلهن وترًا ([3])،
وأما في عيد الأضحى فكان لا يطعم حتى يرجع من المصلى، فيأكل من أضحيته ([4]).
****
صلاة العيد السنة أن
تؤدى في الصحراء القريبة، ولا يصلونها في المساجد، إلا في المسجد الحرام، فإنها
تصلى من عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأما غير المسجد الحرام، فإنها تصلى خارج
البلد، إلا إذا عرض عارض يمنع من الخروج كالمطر في يوم العيد، أو شدة البرد، فإنهم
يصلونها في الجوامع الكبار.
إن ثبت أنه صلى الله
عليه وسلم صلاها في مسجده من أجل المطر، وإن لم يثبت، فحاجة المسلمين إلى ما يقيهم
المطر ويكنهم من المطر تدعو إلى هذا.
كان صلى الله عليه
وسلم يتهيأ في صلاة العيد، فيهتم بها، ويلبس أجمل ثيابه، فيسن للمسلم أن يفعل ذلك،
يتزين لصلاة العيد؛ لأنها مشهد عظىم واجتماع كبير، فيخرج المسلم بأحسن مظهر وأجمل
ثياب يجدها؛ ابتهاجًا بهذا اليوم العظيم.
وكان من سنته صلى الله عليه وسلم وهديه أنه قبل صلاة عيد الفطر يأكل قبل أن يخرج للصلاة؛ ليظهر الفطر من رمضان، فكان يأكل تمرات،
([1])أخرجه: أبو داود رقم (1160)، وابن ماجه رقم (1313).