وكان
يغتسل للعيد -إن صح-، وفيه حديثان ضعيفان، ولكن ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما مع
شدة اتباعه للسنة ([1])،
****
ويأكلهن وترًا؛ يعني: ثلاثًا أو خمسًا، ولا
يأكلهن شفعًا، وهذا إشارة إلى التوحيد.
وأما في عيد الأضحى،
فإنه كان يؤخر الأكل حتى يأتي إلى بيته، فيأكل من أضحيته؛ لأنه يستحب للمسلم أن
يأكل من أضحيته، ومن هدىه صلى الله عليه وسلم ذلك، قال تعالى: ﴿فَكُلُواْ مِنۡهَا﴾ [الحج: 28]، فكان
لا يأكل حتى يرجع من المصلى، فيأكل من أضحيته لهذا الغرض؛ أن يكون أكله من أضحيته
إظهارًا لهذه الشعيرة.
كان يغتسل للعيد -إن
صح الحديث في ذلك-، وفيه حديثان ضعىفان، ولكن مثل الفضائل، فالفضائل يستأنس لها
بالأحاديث، وإن كانت ضعيفة، والمعنى يدعو إلى هذا، وهو الاجتماع، وثبت أنه صلى
الله عليه وسلم كان يغتسل في الجمعة، ويأمر بذلك، فالمناسب أن يغتسل -أيضًا-
للعيد؛ لأنه اجتماع عظيم، فيتنظف، ويلبس أحسن الثياب، ويتطيب؛ ابتهاجًا بهذه
العبادة العظيمة.
ويؤيد الاغتسال للعيد أنه من فعل ابن عمر رضي الله عنهما، كان ابن عمر من أشد الناس اتباعًا للسنة، فدلَّ على أن هناك أصلاً للاغتسال لصلاة العيد.
([1])أخرجه: مالك رقم (2)، وعبد الرزاق رقم (5753)، والبيهقي في الكبرى رقم (6125).