ولم يكن
يخرج عنه شهر حتى يصوم منه. وكان يتحرى صيام يوم الاثنين والخميس ([1]).
****
لم يكن يخرج شهر من
شهور السنة الاثني عشر حتى يصوم منه، فيصوم: الاثنين والخميس من كل أسبوع، ويصوم
ثلاثة أيام من كل شهر.
وأيضًا يصوم زيادة
على ذلك في شهر شعبان وفي المحرم، لكنه لا يستكمل الشهر.
يتحرى صيام الاثنين
والخميس من كل أسبوع؛ لأنهما يومان تعرض فيهما الأعمال على الرب سبحانه وتعالى،
قال صلى الله عليه وسلم: «تُعْرَضُ الأَعْمَالُ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ
وَالخَمِيسِ، فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ» ([2]).
كما أنه أخبر أنه
وُلِدَ في يوم الاثنين، الخرافيون استغلوا هذا، وأحدثوا الاحتفال بالمولد في يوم
ولادته، أحدثوا هذا؛ زيادة منهم، ما كان صلى الله عليه وسلم يحتفل، إنما كان يصوم،
فهم يجعلون هذا اليوم يوم أكل وشرب وموائد وضيافات وأغانٍ ومزامير ولعب، هذا يناقض
هدي الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ ما كان يتخذ هذا اليوم يوم لهو ولعب وطبخ أطعمة
وموائد ومشروبات، أين هذا من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ؟!!
ويقولون بأنهم يستدلون بكونه صلى الله عليه وسلم يصوم الاثنين، كيف تستدلون بذلك وتعملون المآكل؟! فأنتم لم تستدلوا، فالاقتداء به صلى الله عليه وسلم أن يصوموا في هذا اليوم.
([1])أخرجه: الترمذي رقم (745)، والنسائي رقم (2364)، وابن ماجه رقم (1739).