وقال
ابن عباس رضي الله عنهما: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لاَ يُفْطِرُ
أَيَّامَ الْبِيضِ فِي حَضَرٍ وَلاَ سَفَرٍ». ذكره النسائي ([1]).
وكان يحض على صيامها.
****
كان صلى الله عليه
وسلم يصوم الأيام البيض، وهي: اليوم الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر من كل
شهر ([2]). وسميت بالأيام
البيض؛ لابيضاض لياليها بالقمر؛ لأن القمر يكون في كل الليل من المساء إلى الصباح،
فهو موجود بضوئه ونوره، فسميت بالأيام البيض.
والنسائي رحمه الله
روى أنه صلى الله عليه وسلم لا يدع صيام أيام البيض، لا في حضر ولا في سفر، لكن
هذا لم يذكره تقريبًا إلا النسائي رحمه الله.
كان يحض على صيام أيام البيض، أو صيام ثلاثة أيام من كل شهر، ولو لم تكن أيام البيض؛ كما ثبت في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: «أَوْصَانِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِثَلاث: صِيَامِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَام» ([3]). وذلك لأن الحسنة بعشر أمثالها، فإذا صام ثلاثة أيام، فكأنه صام ثلاثين يومًا، وهذا هو الشهر، فيكون من صام هذه الثلاثة، له من الأجر مثل من صام كامل الشهر، لأن الحسنة بعشرة أمثالها.
[1])أخرجه: النسائي رقم (2345).