زار عمه أبا طالب وهو مشرك؛ يدعوه إلى الإسلام،
وزار الغلام اليهودي، الذي كان يخدمه؛ يدعوه إلى الإسلام، فأسلم اليهودي، فمات على
الإسلام ([1])، وأما عمه أبو
طالب، فأبى، بسبب الحضرة التي عنده من الكفار ([2]).
فالحاصل: أن عيادة المريض
سنة مؤكدة، والزائر لا يكرر الزيارة كل يوم، إنما يزوره يومًا بعد يوم، إلا إذا
كان المريض يرغب ذلك. وكذلك من آداب زيارة المريض ألا يطيل المكوث عنده؛ لئلا
يتضايق، يكون له حالة يريد ألا يثقل عنده أحد، يخفف عنه تخفيف الجلوس، إلا إذا كان
المريض يرغب ذلك.
ومن آداب عيادة
المريض أن يفتح له باب الرجاء، وينشطه، ويقول: ما شاء الله، طيب، أنت اليوم أحسن.
وغير ذلك مما يفتح نفسية المريض، ولا يقول له: أنت اليوم أسوأ من أمس، المرض زاد
عليك، وأنت وأنت. هذا لو لم يزره، كان أحسن. لو رآه -مثلاً- في حالة أو في مرض،
يقول: ما شاء الله، أنت أحسن. يفتح له باب الرجاء، ويرغبه في الدعاء
وكذلك من آداب زيارة المريض أن يدعو له بالشفاء، وأن يرقيه بما كان النبي صلى الله عليه وسلم يرقي المرضى عند زيارتهم، فهذه عيادة المريض، وهذه صفتها والأغراض منها.
([1])أخرجه: البخاري رقم (1356).