فله
من الكلام الكلام الطيب، الذي لا يصعد إلى الله إلا هو، وهو أشد نفرة عن الفحش في
المقال والكذب، والغيبة والنميمة والبهت وقول الزور وكل كلام خبيث. وكذلك لا يألف
من الأعمال إلا أطيبها، وهي التي أجمعت على حسنها الفطر السليمة مع الشرائع
النبوية،
****
فالمؤمن كلامه طيب، وهو الذي يصعد إلى الله،
إليه جل وعلا يصعد الكلم الطيب.
والطيب من بني آدم
أشد نفرة من الشر وأهله؛ من الكذب، ومن الفجور، ومن البغي، ومن صفات الذم، ينفر
منها، هذه علامة على أنه طيب.
فالمؤمن يرتاح مع
الكلام الطيب، وينقبض مع الكلام السيء؛ مع الغيبة، مع النميمة، مع الشتم، مع السب،
مع الكلام البذيء، لا يرتاح معه، ينفر منه، يكرهه.
لا يألف من الأعمال إلا الأعمال الصالحة الطيبة، التي أجمعت الرسل والفطر -فطر بني آدم، والرسل- على حسنها وكمالها، وقال: «الفطر السليمة»، أما الفطر الخبيثة، فإنها لا تطمئن إلى الأعمال الصالحة، والفطرة السليمة هي التي لم تتلوث بالتربية السيئة، قال صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ»، أي: على الإسلام وعلى الدين؛ لكن يعتري هذه الفطرة ما يغيرها، «فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ» ([1])، التربية السيئة هي التي تغير الفطرة، المجتمع السيء،
([1])أخرجه: البخاري رقم (1358)، ومسلم رقم (2658).