×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وزكتها العقول الصحيحة؛ مثل: أن يعبد الله وحده لا شريك له، ويؤثر مرضاته على هواه، ويتحبب إليه بجهده، ويحسن إلى خلقه ما استطاع، فيفعل بهم ما يحب أن يفعلوا به،

****

 الرفقاء والجلساء السيئون هم الذين يغيرون فطرة الإنسان، وإلا فالأصل فيه أن فطرته سليمة، وقابلة للخير -لو سلمت من المؤثرات- مع الشرائع السماوية التي جاءت بها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، كلها من عند الله.

فهذا تؤيده الفطر والشرائع أن العبادة حق لله، وتنكر الفطر السليمة والشرائع الشرك بالله عز وجل، تنكر المعاصي والذنوب.

فيؤثر مرضاة الله على هوى نفسه، فإذا كانت نفسه تريد شيئًا ومرضاة الله لا تقبل هذا الشيء، فإنه يؤثر ما يرضي الله سبحانه وتعالى على ما يرضي نفسه، ﴿قُلۡ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ وَإِخۡوَٰنُكُمۡ وَأَزۡوَٰجُكُمۡ وَعَشِيرَتُكُمۡ وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا وَتِجَٰرَةٞ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٖ فِي سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ [التوبة: 24]، فالمؤمن يترك ما تشتهيه نفسه إذا كان يتعارض مع رضا الله سبحانه وتعالى، ويؤثر رضا الله على رضا نفسه، هذه علامة الإيمان.

«ويتحبب إليه» يعني: يفعل ما يحبه الله منه، حسب جهده واستطاعته، فهو يحسن ما بينه وبين الله بعبادة الله وحده لا شريك له، ويحسن إلى الخلق ببذل المعروف والنفع لهم، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:


الشرح