×
الْأَطْعِمَة وَأَحْكَام الصَّيْدِ وَالذَّبَائِحِ

 لمسلم يعمل صالحًا لأن الله تعالى إنما أحل الطيبات لمن يستعين بها على طاعته لا معصيته» لقوله تعالى: {لَيۡسَ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ جُنَاحٞ فِيمَا طَعِمُوٓاْ إِذَا مَا ٱتَّقَواْ وَّءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ} [المَائدة: 93]، ولهذا لا يجوز أن يعان بالمباح على المعصية كما يعطى اللحم والخبز لمن يشرب عليه الخمر ويستعين به على الفواحش ومن أكل من الطيبات ولم يشكر فهو مذموم قال الله تعالى: {لَتُسۡ‍َٔلُنَّ يَوۡمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ} [التّكاثُر: 8]  أي عن الشكر عليه» ([1]) أ. هـ.

هذا ونرى من المناسب هنا أن نذكر ما للأكل من الطيبات من آثار حسنة وما للأكل من الخبائث من آثار سيئة إذ هذا يهم كل مسلم فقد أمر الله الناس عمومًا بالأكل من الحلال الطيب حيث يقول سبحانه: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ حَلَٰلٗا طَيِّبٗا} [البَقَرَة: 168] فامتن عليهم بأن أمرهم أن يأكلوا من جميع ما في الأرض من حبوب وثمار وفواكه وحيوانات حالة كونها «حلالاً» أي محللاً لكم تناولها ليست بغصب ولا سرقة ولا محصلة بمعاملة محرمة أو على وجه محرم أو معينًا على محرم «طيبًا» أي ليس بخبيث كالميتة والدم ولحم الخنزير والخبائث كلها ([2]).

كما أمر المؤمنين خاصة بالأكل من طيبات ما رزقهم حيث يقول: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقۡنَٰكُمۡ وَٱشۡكُرُواْ لِلَّهِ إِن كُنتُمۡ إِيَّاهُ تَعۡبُدُونَ} [البَقَرَة: 172].


الشرح

([1])الاختيارات ص(321).

([2])تفسير ابن سعدى ص(96) ج(1).