×
الْأَطْعِمَة وَأَحْكَام الصَّيْدِ وَالذَّبَائِحِ

ويجمل العلامة ابن جرير ([1]) رحمه الله معنى هذه الآيات وأشباهها فيقول: «يقول جل ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد لهؤلاء الذين جعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبًا ولشركائهم من الآلهة والأنداد مثله.

والقائلين هذه أنعام وحرث حجر لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم والمحرمين من أنعام أخر ظهورها والتاركين ذكر اسم الله على أخر منها والمحرمين بعض ما في بطون أنعامهم على إناثهم وأزواجهم ومحللة لذكورهم المحرمين ما رزقهم الله افتراء على الله وإضافة منهم ما يحرمون من ذلك عليكم فأتونا به أم وصاكم الله بتحريمه مشاهدة منكم له فسمعتم منه تحريمه ذلك عليكم فحرمتموه فإنكم كذبة إن ادعيتم ذلك ولا يمكنكم دعواه لأنكم إذا ادعيتموه علم الناس كذبكم - فإني لا أجد فيما أوحي إلي من كتابه وآي تنزيله شيئًا محرمًا على آكل يأكله مما تذكرون إنه حرمه من هذه الأنعام التي تصفون تحريم ما حرم عليكم منها بزعمكم {إِلَّآ أَن يَكُونَ مَيۡتَةً} قد ماتت بغير تذكية، {أَوۡ دَمٗا مَّسۡفُوحًا} وهو المنصب، أو إلا أن يكون  {أَوۡ لَحۡمَ خِنزِيرٖ فَإِنَّهُۥ رِجۡسٌ}، {أَوۡ فِسۡقًا} يعني بذلك أو إلا أن يكون مذبوحًا ذبحه ذابح من المشركين من عبدة الأوثان لصنمه وآلهته فذكر عليه اسم وثنه فإن ذلك الذبح فسق نهى الله عنه وحرمه ونهى من آمن به عن أكل ما ذبح كذلك لأنه ميتة.


الشرح

([1])هو: محمد بن جرير الطبري المؤرخ المفسر الإمام ولد سنة 224هـ، وهو من ثقات المؤرخين كان مجتهدًا في أحكام الدين لا يقلد أحدًا توفي سنة (310هـ، الأعلام للزركلي ص(194) ج(6).