شيء، تشريع صالح لكل زمان ومكان ولجميع طوائف البشر، فأي نسبة بينه وبين
منهاج يشرعه أعداء الإنسانية من شياطين الجن والإنس أو منهج يستوحى من أهواء
النفوس وشهواتها الجامحة {أَفَحُكۡمَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ
يَبۡغُونَۚ وَمَنۡ أَحۡسَنُ مِنَ ٱللَّهِ حُكۡمٗا لِّقَوۡمٖ يُوقِنُونَ}[المَائدة: 50].
· المقارنة الإجمالية بين المذاهب الإسلامية فيما يحل ويحرم من الأطعمة
والأشربة:
يجمل شيخ الإسلام ابن تيمية هذه المقارنة حيث يقول ([1]): «ومذهب أهل
الحديث في هذا الأصل العظيم الجامع وسط بين مذهب العراقيين والحجازيين».
فإن أهل المدينة مالكًا وغيره يحرمون من الأشربة كل مسكر كما صحت بذلك النصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه متعددة وليسوا في الأطعمة كذلك بل الغالب عليهم فيها عدم التحريم فيبيحون الطيور مطلقًا وإن كانت من ذوات المخالب ويكرهون كل ذي ناب من السباع، وفي تحريمها عن مالك ([2])، روايتان وكذلك في الحشرات هل هي محرمة أو مكروهة روايتان، وكذا البغال والحمير وروي عنه أنها مكروهة أشد من كراهة السباع وروي عنه أنها محرمة بالسنة، والخيل أيضًا يكرهها لكن دون كراهة السباع.
([1])ص(6 - 9) ج(21) مجموع الفتاوى.