أن يكون الذابح عاقلاً
مميزًا، وأيضًا الذكاة لها شروط يبعد من غير العاقل مراعاتها.
يشترط فيه أن يكون ذا دين سماوي مسلمًا أو كتابيًا - يخرج بذلك ما ذبحه
كافر غير كتابي فلا يحل.
وهنا مسائل تتعلق بذبيحة الكتابي وهي - الدليل على حل ذبيحته -الحكمة في
حلها- المراد بالكتابي الذي تحل ذبيحته -ذبيحة نصارى بني تغلب- إذا لم يذكر
الكتابي اسم الله على الذبيحة -إذا ذبح ما يحرم عليه في دينه أو يحرم عليه شيء من
شحمه- إذا ذبح ما يسمونه الطريف.
أ- أما الدليل على حل ذبيحته فالكتاب والسنة والإجماع - فالكتاب قوله
تعالى: {وَطَعَامُ ٱلَّذِينَ
أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ حِلّٞ لَّكُمۡ} [المَائدة: 5] - والطعام في الأصل: اسم لما يؤكل
والذبائح منه، وهو ها هنا خاص بالذبائح.
لأن غير الذبائح يحل منهم ومن غيرهم «ولم يختلف السلف أن المراد بذلك
الذبائح قال البخاري: قال ابن عباس: طعامهم ذبائحهم» ([1]) وهذا أمر مجمع عليه
بين العلماء أن ذبائحهم حلال للمسلمين ([2]).
ب- والحكمة في إباحة ذبائح أهل الكتاب: «أنهم يعتقدون تحريم الذبح لغير الله ولا يذكرون على ذبائحهم إلا اسم الله وإن اعتقدوا فيه تعالى ما هو منزه عنه تعالى وتقدس، فهم يذكرون اسم الله على ذبائحهم وقرابينهم وهم متعبدون بذلك ولهذا لم يبح ذبائح من عداهم
([1])مغني المحتاج ص(267) ج (4).