من أهل الشرك ومن شابههم لأنهم لا يذكرون اسم الله على ذبائحهم بل ولا
يتوقفون فيما يأكلونه من اللحم على ذكاة بل يأكلون الميتة بخلاف أهل الكتابين» ([1]). لأنهم ينتسبون إلى
الأنبياء والكتب، وقد اتفق الرسل كلهم على تحريم الذبح لغير الله لأنه شرك فاليهود
والنصارى يتدينون بتحريم الذبح لغير الله فلذلك أبيحت ذبائح الكتابين دون غيرهم ([2])، هذا ما ذكره بعض
العلماء في الحكمة في إباحة ذبائح الكتابين فإن صح فذاك وإلا فالله قد أباح
ذبائحهم دون غيرهم وعلينا الاستسلام لحكمه سبحانه عرفنا الحكمة أم لم نعرفها والله
أعلم.
ج- المراد بالكتابي الذي تحل ذبيحته: المتدين بدين أهل الكتاب ولا يخلو من إحدى
ثلاث حالات:
الحالة الأولى: أن يكون أبواه كتابيين.
الحالة الثانية: أن يكونا غير كتابيين.
الحالة الثالثة: أن يكون أحدهما كتابيًا دون الآخر.
ففي الحالة الأولى لا خلاف في حل ذبيحته - وفي الحالتين الباقيتين جرى الخلاف فعند الحنفية تحل في الجميع وإليك عبارة صاحب البدائع في ذلك - يقول ([3]): «ولو انتقل غير الكتابي من الكفرة إلى دين أهل الكتاب تؤكل ذبيحته والأصل أنه ينظر إلى حاله ودينه وقت ذبيحته دون ما سواه وهذا أصل أصحابنا: أن من انتقل من ([4]) ملة يقر عليها يجعل كأنه من أهل تلك الملة من الأصل على ما ذكرناه في
([1])تفسير ابن كثير ص(19) ج (2).