×
الْأَطْعِمَة وَأَحْكَام الصَّيْدِ وَالذَّبَائِحِ

وأشار البخاري في صحيحه إلى ترجيح القول الثاني ([1]) - حيث قال: «بَاب التَّسْمِيَةِ عَلَى الذَّبِيحَةِ وَمَنْ تَرَكَ مُتَعَمِّدًا» قال الحافظ في شرحه: وأشار بقوله: «مُتَعَمِّدًا» إلى ترجيح التفرقة بين المتعمد لترك التسمية فلا تحل تذكيته ومن نسي فتحل لأنه استظهر لذلك بقول ابن عباس وبما ذكر بعده من قوله تعالى: {وَلَا تَأۡكُلُواْ مِمَّا لَمۡ يُذۡكَرِ ٱسۡمُ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ وَإِنَّهُۥ لَفِسۡقٞۗ} [الأنعَام: 121] ثم قال والناسي لا يسمى فاسقًا.

·       صيغة الذكر المشروع على الذبيحة

·       بعد اتفاقهم على مشروعية التسمية على الذبيحة اختلفوا في صيغتها على قولين:

القول الأول: وهو قول الحنفية ([2]) والمالكية ([3]) أن المراد بالتسمية ذكر الله من حيث هو لا خصوص: بسم الله - بل المراد ذكر أي اسم من أسماء الله سواء قرن به كأن قال الله أكبر الله أجل، الله أعظم، الله الرحمن، الله الرحيم، أو لم يقرن بأن قال الله أو الرحمن أو الرحيم - وكذا التهليل والتحميد والتسبيح، ووجهتهم في ذلك: أن الله سبحانه قال: {فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ ٱسۡمُ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ إِن كُنتُم بِ‍َٔايَٰتِهِۦ مُؤۡمِنِينَ ١١٨ وَمَا لَكُمۡ أَلَّا تَأۡكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ ٱسۡمُ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ}[الأنعَام: 118-119]  وكذا جاء في الأحاديث من غير فصل بين اسم واسم ([4]).


الشرح

([1])انظر: صحيح البخاري مع شرحه فتح الباري في صفحتي (623)،(624) ج(9).

([2])البدائع ص(47 - 48) ج(5).

([3])الشرح الكبير بحاشية الدسوقي ص(107) ج(2).

([4])البدائع ص(48) ج(9).