· الترجيح:
الراجح في نظري من هذه الأقوال هو قول الشافعية وهو اشتراط تكرر ترك أكل
الكلب من الصيد حتى يعلم أنه تركه تأثرا بالتعليم لا لاحتمال آخر لكن لا يقدر ذلك
بعدد معين لأن التقدير لا دليل عليه والهدف إنما هو انضباط تعليم الكلب وهو ما
يحصل بالمرتين فما زاد عليهما حسبما يغلب على الظن تحقق المقصود.والله أعلم.
· هل يباح الاصطياد بغير الكلاب:
· اختلف العلماء في ذلك على قولين:
القول الأول: وهو قول الجمهور والائمة الأربعة ([1]) أنه يباح الاصطياد
بجميع الجوارح المُعَلمة من الكلاب والطيور كالبازي والصقر والشاهين - واحتجوا
بقوله تعالى: {وَمَا عَلَّمۡتُم
مِّنَ ٱلۡجَوَارِحِ} [المَائدة: 4]
والجوارح: الكواسب من سباع البهائم والطير سميت «جوارح» لاربابها وكسبها لهم من
الصيد يقال جرح فلان لأهله إذا أكسبهم خيرا - وفلان جارحة اهله - أي كاسبهم فيكون
معنى قوله تعالى: {وَمَا
عَلَّمۡتُم مِّنَ ٱلۡجَوَارِحِ} [المَائدة: 4]
ما علمتم الصيد فتعلمه من بهيمة أو طائر ([2]).
القول الثاني: وهو قول طائفة من العلماء أن الاصطياد إنما يكون بالكلاب فقط وما صاده غيرها لا يحل إلا ما ذكى منه مستدلين بقوله تعالى: {وَمَا عَلَّمۡتُم مِّنَ ٱلۡجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ} [المَائدة: 4] فقوله: {مُكَلِّبِينَ} [المَائدة: 4] حال والمكلب معلم الكلاب لكيفية الاصطياد ([3]) ففي ذلك
([1])تفسير ابن كثير ص(16) ج(2).