×
الْأَطْعِمَة وَأَحْكَام الصَّيْدِ وَالذَّبَائِحِ

وعند المالكية أنه يباح ما أكل منه الجارح ولو أكل جله ([1]) وهو الرواية الثانية عن أحمد ([2]).

أدلة الفريقين: من اشتراط عدم الأكل في تعليم الكلب استدل بحديث عدي بن حاتم رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا أَرْسَلْتَ كِلاَبَكَ الْمُعَلَّمَةَ وَذَكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ فَكُلْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكَ إِلاَّ أَنْ يَأْكُلَ الْكَلْبُ فَلاَ تَأْكُلْ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ إِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ» ([3]) فهذا الحديث يدل على تحريم أكل الصيد الذي أكل منه الكلب وقد علّل في الحديث بالخوف من أنه إنما أمسك على نفسه مع قول الله تعالى:  {فَكُلُواْ مِمَّآ أَمۡسَكۡنَ عَلَيۡكُمۡ} [المَائدة: 4] وهذا مما لم يمسك علينا بل على نفسه.

واحتج من أباح ما أكل منه الكلب بحديث أبي ثعلبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: في صيد الكلب: «إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ وَذَكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ فَكُلْ وَإِنْ أَكَلَ مِنْهُ» ([4]).

وأجابوا عن حديث عدي بأنه محمول على كراهة التنزيه ([5]) جمعًا بينه وبين هذا الحديث الدال على الجواز.

ونوقش هذا الجمع بأنه لا يتناسب مع التصريح بالتعليل في الحديث بخوف الإمساك على نفسه فقد جعل الشارع أكله منه علامة على أنه أمسك لنفسه لا لصاحبه فلا يعدل عن ذلك ([6]).


الشرح

([1])الشرح الكبير ص(104) ج(2).

([2])نفس المصدر.

([3])متفق عليه / المنتقى مع شرحه ص(138) ج(8).

([4])رواه أبوداود / المنتقى مع شرحه ص(138) ج(8) وقال الحافظ لا بأس بسنده / فتح الباري ص(602) ج(9)

([5])فتح الباري ص(602) ج(9).

([6])نفس المصدر.