قالَ رحمه الله:
«فَإِنْ أَعِشْ، فَسَأُبَيِّنُهَا لَكُمْ؛
حَتَّى تَعْمَلُوا بِهَا»، هَذَا دَليلٌ عَلَى أنّه يَجِبُ عَلَى العَالمِ أنْ
يُبيِّنَ للنّاسِ؛ لاَسِيّما أمورُ العَقِيدَةِ، يُبيّنُ أمُورَ العَقيدَةِ أَهمِّ
شَيءٍ، ثمَّ بَعدَها بَقِيةُ شرَائِعِ الإِسلاَمِ، لكنْ يَبدأُ بِالعَقِيدةِ يُبيّنها
لِلنَّاسِ، فَهَذا عمرُ بنُ عَبدِ العزِيزِ يقولُ: «فإنْ أَعِشْ»؛ إنْ كَتَبَ اللهُ لِيَ أَجلاً؛ إذًا أبيِّنُ لَكُم
هَذِه الشُّعَبَ، وهَذِه الحُدُودَ وَالسُّننَ، فدلَّ عَلَى أنَّ العَالِم يَجبُ
عَلَيه أنْ يُبيِّنَ لِلنّاسِ أمُورَ دِينِهم، وَلاَسيَّما أمُورَ العَقِيدَةِ،
الّتِي هِيَ الأَصلُ.
قَالَ
رحمه الله: «وَإِنْ
أَمُتْ، فَمَا أَنَا عَلَى صُحْبَتِكُمْ بِحَرِيصٍ»؛ يُحبُّ لِقاءَ اللهِ
سبحانه وتعالى، وَفِي الحَدِيثِ: «مَنْ
أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ، أَحَبَّه اللهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ، كَرِهَه
اللهُ سبحانه وتعالى » ([1]).
قوله رحمه الله: «وَإِنْ أَمُتْ»؛ يَعنِي: كَتَبَ اللهُ عَلَيَّ المَوتَ قَبلَ أنْ أُبيِّنَ، فَأنَا رَاضٍ بقَضَاءِ اللهِ وقَدَرِه، وَالمُؤمِنُ يَفرَحُ بِلقاءِ اللهِ؛ لِيَسلَمَ مِن الفِتنِ، يَفرَحُ بِلقَاءِ اللهِ وَبِالمَوتِ مِن أَجلِ أنْ يَسلَمَ مِن الفِتنِ؛ لأنَّ الحيَّ معرَّضٌ لِلفتنِ، فهُو يُخَافُ مِن الِفتنِ.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6507)، ومسلم رقم (2683).