×
شرح كتاب الإيمان من الجامع الصحيح

الأَعمَالُ الصَّالِحةُ كلُّها مِن خِصَالِ الإِيمَانِ، الأَعمَالُ الصَّالِحةُ كَثِيرةٌ، فَمَن استَكمَلَ هَذِه الشُّعَبَ وهَذِه الأَحوَالَ، استَكمَلَ الإِيمَانَ، وَمَن نَقَصَ، نَقَصَ إيمَانُه بِحَسَبِهَا.

قَالَ رحمه الله: «إِنَّ لِلإِْيمَانِ فَرَائِضَ»؛ يَعنِي: أَشيَاءٌ وَاجِبةٌ، وَشَرَائِعُ؛ أشيَاءٌ مُكَمّلةٌ، سُنَنٌ ومُستَحبَّاتٌ.

«وَحُدُودًا»؛ حُدُودُ الإِيمَانِ هِي جَمِيعُ أَركَانِه وَأَعمَالِه.

«وَسُنَنًا»؛ طرُقًا إِيمَانِيةً كَثِيرةً.

فَالإِيمَانُ إِذًا يَشملُ كلَّ أعمَالِ الخَيرِ الاعتِقَادِيةِ، والقَولِيّةِ، والعَمَليّةِ، أَعمَالُ الخَيرِ كلُّها مِن الإِيمَانِ، والنّاسُ يَتَفَاوَتُون فِيهَا، فَمَن استَكمَلَها، استَكمَلَ الإِيمَانَ، وَمَن لَم يَستَكمِلْها، نَقَصَ إِيمَانُه بِحَسَبِ مَا فَاتَه مِن هَذِه الحدُودِ، وَالشُّعَبِ، والسُّننِ، النَّاسُ لَيسُوا عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ.

قَالَ رحمه الله: «فَمَنِ اسْتَكْمَلَهَا، اسْتَكْمَلَ الإِيمَانَ». نَعَم، مَن استَكمَلَ هَذِه الأمُورَ، استَكمَلَ الإِيمَانَ، وَلَكنَّ هَذا صَعبٌ، لاَ يَحصُلُ إلاَّ لِلأَفرَادِ مِن النَّاسِ.

قَالَ رحمه الله: «وَمَنْ لَمْ يَسْتَكْمِلْهَا، لَمْ يَسْتَكْمِلِ الإِيمَانَ»، انظُر: مَا قَالَ: يَكفُرُ، يَقُولُ: «لَمْ يَسْتَكْمِلِ الإِيمَانَ»؛ يَعنِي: يَكُون إيمَانُه غَيرَ كَامَلٍ؛ عِندَه نَقصٌ، وَلَم يَقلْ: إنَّه يَكفُرُ؛ كمَا تَقولُه الخَوَارِجُ، فهنَاكَ فَرقٌ بَيْنَ الكُفرِ وَنُقصَانِ الإِيمَانِ، فَرقٌ، تَنَبَّهوا لِهَذَا.

قَالَ رحمه الله: «فَإِنْ أَعِشْ، فَسَأُبَيِّنُهَا لَكُمْ»، يَشرَحُها لَهم، ويُبيِّنها لَهم؛ إذْ أَعطَاه اللهُ مِن العِلمِ، وَمكَّنه مِن السُّلطةِ.


الشرح