وَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ إِلَى
عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ: «إِنَّ لِلإِْيمَانِ فَرَائِضَ، وَشَرَائِعَ، وَحُدُودًا،
وَسُنَنًا، فَمَنِ اسْتَكْمَلَهَا اسْتَكْمَلَ الإِيمَانَ، وَمَنْ لَمْ
يَسْتَكْمِلْهَا لَمْ يَسْتَكْمِلِ الإِيمَانَ، فَإِنْ أَعِشْ فَسَأُبَيِّنُهَا
لَكُمْ؛ حَتَّى تَعْمَلُوا بِهَا، وَإِنْ أَمُتْ، فَمَا أَنَا عَلَى صُحْبَتِكُمْ
بِحَرِيصٍ»،
****
اعتِدَاءٍ
عَلَيه، أَو مِن أَجلِ...، لا، بَل يُبغِضُه لأنَّه كَافِرٌ، لأنَّه مُشرِكٌ،
عَدوٌّ للهِ سبحانه وتعالى، وَلاَ يُحِبّه مِن أَجلِ المَالِ أَو قَرَابةٍ، إنَّما
يُحِبّه لأنَّه مُؤمِنٌ، وَلَو كَانَ لَيْسَ مِن أقَاربِه، مَا دَامَ أنّه
مُؤمِنٌ، فهُو أَخُوكَ، تُحِبّه فِي اللهِ عز وجل؛ مِن أَجلِ اللهِ عز وجل.
قَالَ
رحمه الله: «وَكَتَبَ
عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ إِلَى عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ: «إِنَّ لِلإِْيمَانِ
فَرَائِضَ، وَشَرَائِعَ، وَحُدُودًا، وَسُنَنًا، فَمَنِ اسْتَكْمَلَهَا،
اسْتَكْمَلَ الإِيمَانَ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَكْمِلْهَا، لَمْ يَسْتَكْمِلِ
الإِيمَانَ، فَإِنْ أَعِشْ فَسَأُبَيِّنُهَا لَكُمْ؛ حَتَّى تَعْمَلُوا بهَا،
وَإِنْ أَمُتْ، فَمَا أَنَا عَلَى صُحْبَتِكُمْ بِحَرِيصٍ»»، هذَا أَمِيرُ
المُؤمِنِين عمرُ بنُ عبدِ العَزِيزِ بنِ مَرْوَان الأُمَوِي رحمه الله، الّذِي
اشتُهِرَ بالعِلمِ، والعِبَادةِ، والزُّهدِ، والعَدلِ، اشتُهِرَ بِخِصَالٍ
عَظِيمةٍ، حتَّى عدَّه بَعضُ العُلمَاءِ مِن الخلفَاءِ الرَّاشِدِين رضي الله عنهم،
أَو هُو مُدتُه مُكمِّلةٌ لِمُدةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِين رضي الله عنهم.
هذَا
كَلامُه رحمه الله، يُبيِّن أنَّ الإِيمَانَ مِنهُ مَا هُو إِيمَانٌ كَامِلٌ،
وَمِنه مَا هُو إِيمَانٌ نَاقِصٌ، وَذَلِك لأنَّ الإِيمَانَ لَه خِصَالٌ، ولَه
شُعَبٌ، وَلَه أَركَانٌ، لَيْسَ هُو شَيءٌ وَاحدٌ، الإِيمَانُ بضعٌ وَسَبعُونَ
شُعبَة، أَو بِضعٌ وَسِتُّونَ شُعبَة.