وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام: ﴿وَلَٰكِن لِّيَطۡمَئِنَّ قَلۡبِيۖ﴾
[البقرة: 260]،
****
قَالَ رحمه الله: «وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام: ﴿وَلَٰكِن
لِّيَطۡمَئِنَّ قَلۡبِيۖ﴾».
إبَرَاهِيمُ
الخَليلُ عليه السلام هُو أكمَلُ النّاسِ إِيمَانًا، وَمَع هَذَا قَالَ بِالزِّيَادَةِ،
حينما قَالَ: ﴿رَبِّ
أَرِنِي كَيۡفَ تُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰۖ﴾
[البقرة: 260]؛ أَرِنِي عِيَانًا؛ لأنَّ المُعَاينَ لَيْسَ كَالمُخبَرِ، هُو
عِندَه إيمَانٌ بِمُوجبِ الأَخبَارِ الصَّادِقةِ الّتِي نَزَلَت عَلَيه مِن اللهِ؛
فهُو مُؤمِنٌ بِالأَخبَارِ يُرِيدُ المُعَاينَةِ، لَيْس مَن رَأَى كَمَن سَمِعَ،
هُو يُرِيدُ المُعَاينَةَ، هُو يُؤمِنُ أنَّ اللهَ يُحيِي المَوتَى، مَا عِندَه
شَكٌّ فِي هَذَا، وَلَكنْ يُرِيدُ المعَاينَةَ؛ حتَّى يَزِيدُ إِيمَانُه، يَنتَقلُ
مِن عِلمِ اليَقِينِ إلَى عَينِ اليَقِينِ، هُو عِندَه عِلمُ اليَقِينِ، ويُرِيدُ
أنْ يَرتَقِي إلَى عَينِ اليَقِينِ، أَعلَى شَيءٍ عَينُ اليَقِينِ، ﴿قَالَ أَوَ
لَمۡ تُؤۡمِنۖ قَالَ بَلَىٰ﴾
[البقرة: 260]؛ وهُو مُؤمنٌ عِلمُ اليَقِينِ، ﴿وَلَٰكِن لِّيَطۡمَئِنَّ قَلۡبِيۖ﴾ [البقرة: 260]؛ هَذَا عَينُ اليَقِينِ، أيْ: يُفِيدُ
اليَقِينَ الخَالِصَ؛ فهُو طَلبُ المَزِيدِ، إذَا كَانَ إبْرَاهِيمُ عليه السلام
طَلبَ المَزِيدَ لإِيمَانِه، فَنَحنُ أَحوَجُ بِطَلبِ زِيَادَةِ الإِيمَانِ، وَلَم
يُزَكِّ نَفسَه صلى الله عليه وسلم، والمُؤمنُ لاَ يُزَكِّي نَفسَه، وَلاَ يقُولُ:
أنَا بَلَغتُ مَبلغًا يَكفِي، لاَ، بَل يَطلُبُ مِن اللهِ الزِّيَادةَ، يَقولُ: ﴿رَّبِّ زِدۡنِي
عِلۡمٗا﴾ [طه: 114]؛ فَالمُؤمنُ لاَ
يَشبَعُ مِن دِينِه، وَمِن العِلمِ النَّافعِ، دَائِمًا يَطلبُ الزِّيَادةَ، قَالَ
اللهُ جل وعلا: ﴿وَمَآ
أُوتِيتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا قَلِيلٗا﴾
[الإسراء: 85]؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَفَوۡقَ كُلِّ ذِي عِلۡمٍ عَلِيمٞ﴾ [يوسف: 76]؛ فَالمؤمنُ لاَ يدّعي الكمَالَ، بَل يَعتبرُ
أنّه بحاجَةٍ إلَى زِيادةِ العِلمِ، وإلَى زِيادَةِ الإِيمانِ، وإلَى زِيادَةِ
العَملِ، هذَا هُو المُؤمنُ.
قَالَ
رحمه الله: «وَقَالَ
مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رضي الله عنه: «اجْلِسْ بِنَا نُؤْمِنْ سَاعَةً».