وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رضي الله عنه:
«اجْلِسْ بِنَا نُؤْمِنْ سَاعَةً»، وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه:
«اليَقِينُ الإِيمَانُ كُلُّهُ»،
****
«وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رضي
الله عنه »؛ لأِحدِ الصَّحابةِ «اجْلِسْ بِنَا نُؤْمِنْ سَاعَةً»؛ أَلَيسُوا مُؤمِنِين مِن قَبلُ؟
يَقصِدُ: نُؤمِن أيْ: يَكمُلُ إِيمَانُنا، نَزدَادُ إِيمَانًا بِهَذهِ الجِلسَةِ
والمذَاكرَةِ، يَتَذاكَرُون العِلمَ، ويَذكرُونَ اللهَ سبحانه وتعالى، وهُم
يَجلِسُون يَتكلّمون، وَلاَ يَغتَابُون النّاسَ، وَلاَ يَنِمُّون، يَجلِسُون
يَذكُرُون اللهَ جل وعلا فِي طلبِ العِلمِ، والزِّيادةُ مِن العِلمِ، والذّكرِ،
وَالتَّسبِيحِ، وَالتَّهلِيلِ، والتَّكبِير، هَذَا مَعنَى قَولِه رضي الله عنه: «نُؤْمِنْ سَاعَةً»؛ أيَ: يَزدَادُ
إِيمَانُنا بِاللهِ عز وجل بِمَا نَتَدارَسُه فِي مَجلِسِنا، فمَجالِسُ الخَيرِ
-لاَحِظُوا-، وَمَجالسُ العِلمِ، وَمَجالسُ الصَّالحِينَ تُزِيدُ الإِيمانَ،
وَمَجالسُ الغَفلَةِ، وَالّلهوِ، والقِيلَ والقَالَ تُنقِصُ الإِيمَانَ.
قَالَ
رحمه الله: «وَقَالَ ابْنُ
مَسْعُودٍ رضي الله عنه: «اليَقِينُ الإِيمَانُ كُلُّهُ»».
«وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ»؛
هَذِه أَقوالُ الصَّحابَةِ رضي الله عنهم؛ قَولُ مُعَاذٍ، وَقَولُ ابنِ مَسعُودٍ
رضي الله عنهما.
«اليَقِينُ الإِيمَانُ كُلُّهُ»؛
يَعنِي: مَن وَصَلَ إلَى اليَقِينِ، فَقَد استَكمَلَ الإِيمَانَ؛ لأنَّ مَا كلُّ
مُؤمِنٍ يَكونُ عِندَه هَذَا اليَقِينُ الكَاملُ، بَل يكونُ عِندَه نَقصٌ، لَكنْ
إذَا بَلَغَ اليقِينُ، فَقَد استَكمَلَ الإِيمَانَ.