×
شرح كتاب الإيمان من الجامع الصحيح

وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَمَا زَادَهُمۡ إِلَّآ إِيمَٰنٗا وَتَسۡلِيمٗا [الأحزاب: 22].

****

خَرجُوا مِن المَدينَةِ لِلقَاءِ الكفّارِ، فلمَّا عَلِمَ الكفارُ بخرُوجِهم، وقعَ الرُّعبُ فِي قلوبِهم، وقَالوا: مَا خَرجُوا إلاَّ وفِيهِم قُوةٌ، فَوَقع الرُّعبُ فِي قلُوبِهم، فَولَّوا مُدبِرِين - والحمد للهِ-، ورَجَعَ المسلِمون سَالِمِين مَأجُورِين.

﴿فَٱنقَلَبُواْ بِنِعۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضۡلٖ لَّمۡ يَمۡسَسۡهُمۡ سُوٓءٞ وَٱتَّبَعُواْ رِضۡوَٰنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ ذُو فَضۡلٍ عَظِيمٍ [آل عمران: 174]، هَذِه النتِيجَةُ، لَكنْ بَعدَ قُوةِ الإيمَانِ، والصّبرِ، والتّوكلِ علَى اللهِ.

الشَّاهد فِي قَولِه: ﴿فَزَادَهُمۡ إِيمَٰنٗا وَقَالُواْ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ [آل عمران: 173]، مَا زَادَهُم هَذَا الخَبرُ المُرعِبُ المٌُخِيفُ إلاَّ إِيمَانًا، مَا ضَعْضَعهُم، أَو خوَّفهم؛ لأنَّهم مُؤمنُون بِاللهِ، مُتوكِّلُون عَلَى اللهِ جل وعلا.

هذا مَحلُّ الشَّاهِدِ: ﴿فَزَادَهُمۡ إِيمَٰنٗا [آل عمران: 173]، نَعَم، هَذَا دَلِيلٌ عَلَى أنَّ الإِيمَانَ يَزِيدُ.

قَالَ رحمه الله: «وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَمَا زَادَهُمۡ إِلَّآ إِيمَٰنٗا وَتَسۡلِيمٗا [الأحزاب: 22] »، هَذِه غَزوةُ الأَحزَابِ، الّذينَ تجمَّعوا مِن القبَائلِ، وغَزَوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم والمسلِمِين فِي المَدِينةِ، عَسكَرُوا حَولَ المَدِينةِ، أَرَادُوا دُخُولَها، وَلكنَّ اللهَ وفَّق رَسُولَه والمؤمِنِين إلَى حَفرِ الخَندَقِ حَولَ المَدينةِ؛ فَلَم يَستَطِيعُوا.

تسمَّى غَزوَةَ الأحزَابِ، وتسَمَّى غَزوَةَ الخَندَقِ، لَم يَستَطِيعُوا دُخُولَ المَدِينةَ بِسبَبِ هَذهِ الخُطَّةِ المبَارَكةِ، وهِي حَفرُ الخَندَقِ حَولَ المَدِينةِ، لكنْ أصَابَ المسلِمِين شِدّةً.


الشرح