وَالحُبُّ فِي اللَّهِ وَالبُغْضُ فِي اللَّهِ
مِنَ الإِيمَانِ،
****
﴿وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَا۠﴾ [الأحزَاب: 10].
﴿إِذۡ جَآءُوكُم مِّن فَوۡقِكُمۡ وَمِنۡ أَسۡفَلَ مِنكُمۡ
وَإِذۡ زَاغَتِ ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَبَلَغَتِ ٱلۡقُلُوبُ ٱلۡحَنَاجِرَ﴾ [الأحزاب: 10]، العدُوُّ طوَّقهم؛ مِن الخَارِجِ
الكفَّارُ والمشرِكُون، ومِن الدَّاخِلِ المنَافِقون واليَهُودَ، تكَالبوا علَى
المسلِمِين مِن الدَّاخلِ والخَارجِ، المؤمِنُون مَا زَادَهم هَذَا المَوقِفُ
إلاَّ إِيمَانًا؛ ثِقةً بِاللهِ عز وجل.
﴿وَلَمَّا رَءَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡأَحۡزَابَ قَالُواْ
هَٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۚ وَمَا
زَادَهُمۡ إِلَّآ إِيمَٰنٗا وَتَسۡلِيمٗا﴾
[الأحزاب: 22]؛ تَسلِيمًا للهِ سبحانه وتعالى، تَسلِيمًا لِلقضَاءِ والقدَرِ،
وَإِيمَانًا بِاللهِ أنّه هُو مَولاَهم سبحانه وتعالى؛ يَعتَمِدُون عَلَيه،
يَتوكّلُون عَلَيه.
الشَّاهِد
فِي قَولِه: ﴿وَمَا زَادَهُمۡ إِلَّآ إِيمَٰنٗا﴾ [الأحزاب: 22]، مَا زَادَهم هَذَا المَوقِفُ الرَّهِيبُ
إلاَّ إيمَانًا، فَدلَّ عَلَى أنَّ الإِيمَانَ يَزِيدًُ، لاَ سِيَّما عِندَ
المَوَاقفِ الصَّعبَةِ، وَالمَوَاقفِ الشّديدَةِ.
فَالمنَافِقُ
يَنهَارُ عِندَ الموَاقفِ الشَّديدَةِ، أمّا المُؤمنُ فإنَّه يَقوَى إِيمَانُه
وَيَقِينُه بِاللهِ عز وجل، تَشتَدُّ عَزِيمَتُه؛ لأِنّه يَعرِفُ ويُؤمنُ
بِتَدَابِيرِ اللهِ، وقَضَائِه، وَقَدَرِه، فهُو وَاثقٌ بِاللهِ سبحانه وتعالى.
قَالَ رحمه الله: «وَالحُبُّ فِي اللهِ وَالبُغْضُ فِي اللهِ مِنَ الإِيمَانِ» نَعَم، فِي الحَدِيثِ: «أَوْثَقُ عُرَى الإِْيمَانِ الْحُبُّ فِي اللهِ، وَالْبُغْضُ فِي اللهِ» ([1])، دلَّ علَى أنَّ الإِيمَانَ - أيضًا - لَه شُعَبٌ، وَلَه خِصالٌ،
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4599)، وأحمد رقم (21303)، والطيالسي رقم (376).