حَدَّثَنَا عُبَيْدُ
اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ
عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ
لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ
الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ» ([1]).
****
وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ
رَمَضَانَ»، كَذَا تَقدِيمُ الحجِّ عَلَى الصَّومِ، وَفِي رِوَايةٍ
أخرَى: - كمَا هوَ المَعلُومُ والمشهُورُ - تَقدِيمُ الصَومِ عَلَى الحَجِّ؛ «صَومُ رَمَضَانَ، وَحَجُ بَيتِ اللهِ
الحَرَامِ» ([2]).
والشَّاهدُ
مِن هَذَا: أنَّ الأَعمَالَ شَهادَةُ أن لاَ إلَه إلاَّ اللهُ
وأنَّ محمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وإقَامَةُ الصَّلاةِ، وَإيتَاءُ الزَّكاةِ، وَصَومُ
رَمَضانَ، وحَجُّ البَيتِ، أنَّها مِن الإسلاَمِ، أَو هِي أَركَانُ الإِسلاَمِ ومبَانِيهِ،
بُني الإِسلاَمُ عَلَى هذِه الخَمسِ، والإِسلامُ والإِيمَانُ بِمَعنًى وَاحدٍ، لاَ
يكُونُ إسلامٌ صَحِيحٌ إلاَّ بِالإِيمَانِ، كمَا لاَ يكُونُ إِيمَانٌ صَحِيحٌ
إلاَّ بِالإِسلاَمِ؛ فهُمَا مُتَلازِمَانِ، لاَ يَنفَكّ أحدُهما عَنِ الآخَرِ.
فدلَّ
علَى أنّ الأعمَالَ مِن الإِيمَانِ؛ شَهادَةُ أن لاَ إلَه إلاَّ اللهُ وأنَّ
محمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وهذَا قولٌ بِاللسَانِ واعتِقادٌ بِالقَلبِ، عمَلٌ
بِالجوَارحِ، وإقَامُ الصّلاةِ هَذَا عملٌ، وَإيتَاءُ الزّكاةِ هَذَا عمَلٌ،
وَصومُ رَمضانَ هَذَا عَملٌ، وَحجُّ بَيتِ اللهِ الحرَامِ عمَلٌ.
قَولَه: «بُنِيَ الإِسْلاَمُ»، هذَا دَليلٌ علَى أنَّ الإِسلامَ أكَثرُ مِن هذَا، وَلَكنَّ هَذِه مَبَانِيهِ الّتِي يُبنَى عَلَيهَا، وَالإِسلاَمُ خِصَالٌ كَثِيرةٌ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (8).