أَو
مِن شُعَبِ الإِيمَانِ، وَالمُرَادُ بِالجِهَادِ هُنَا: جِهَادُ الكفَّارِ؛
لِإعلاَءِ كَلِمةِ اللهِ، هَذَا هُو الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، جِهَادُ
الكفَّارِ وَقِتَالُهم؛ لأِجلِ إِعلاَءِ كَلِمَةِ اللهِ عز وجل هَذَا مِن أَعظَمِ
خِصَالِ الإِيمَانِ.
النّبيُّ
صلى الله عليه وسلم اشتَرَطَ فِي الجِهَادِ أنْ يَكُونَ قَصْدَ المُجَاهِدُ وَجهَ
اللهِ سبحانه وتعالى، ولاَ مَانِعَ أنّه يَأخذُ مَا حَصَلَ لَه مِن الغَنِيمةِ؛ يَستَعِينُ
بِهَا عَلَى طَاعَةِ اللهِ، الغَنِيمَةُ حَلالٌ، وَهِي مَا يُؤخَذُ أَو يُستَولَى
عَلَيه مِن أَموَالِ الكفَّارِ فِي الجِهَادِ، هَذَا حَلالٌ لِلمُسلِمِين،
فَالمُسلِمُ يَحصُلُ عَلَى الأَجرِ وَعَلَى الغَنِيمةِ، وإذَا لَم يَحصُلْ عَلَى
غَنِيمةٍ، لَه الأَجرُ عِندَ اللهِ، وَإذَا استُشهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَهَذا
أَعظَمُ، أَعظَمُ الثَّوابِ الشَّهَادَةُ؛ كَمَا قَالَ اللهُ جل وعلا: ﴿وَلَا
تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتَۢاۚ بَلۡ
أَحۡيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ يُرۡزَقُونَ﴾
[آل عمران: 169]، ﴿وَلَا
تَقُولُواْ لِمَن يُقۡتَلُ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتُۢۚ بَلۡ أَحۡيَآءٞ
وَلَٰكِن لَّا تَشۡعُرُونَ﴾
[البقرة: 154]، فَالشَّهادَةُ فِي سَبِيلِ اللهِ مِن أَفضَلِ الأَعمَالِ، وَلَو
سَلِمَ الإِنسَانُ وَلَم يُستَشهَدْ، فَهُو عَلَى أَجرٍ، يَحصُلُ عَلَى أَجرِ
الجِهَادِ، وَيَحصُلُ عَلَى الغَنِيمَةِ - أيضًا-، أبَاحَها اللهُ لَه،
فَالمُجَاهِدُ لاَ يُفلِسُ أبَدًا؛ إمَّا أَجرٌ وَغَنِيمةٌ، وَإمَّا أَجرُ،
وَإِمَّا شَهَادةٌ، لاَ يُفلِسُ المُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ.
المُرادُ بِالجِهادِ هُنَا: الجِهَادُ الشَّرعِيُّ، الّذِي يَقُومُ عَلَى رَايَةِ الإِسلاَمِ، يَكُونُ تَحْتَ رَايةِ وَليِّ أَمرِ المُسلِمِين، هَذَا هُو الجِهَادُ تَحْتَ رَايَةِ وَليِّ أَمرِ المُسلِمِين، الّذِي يُقِيمُ الجِهَادَ مَن هُو؟ هُو وَليُّ الأَمرِ، مِن صَلاَحِيَّاتِه، وَلَيْسَ كلُّ وَاحدٍ يَأخُذُ السِّلاَحَ، وَيقُولُ: أنَا أُجَاهِدُ، وَيَقتُلُ مَن وَلِيَه،