حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلاَمِ بْنُ مُطَهَّرٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ مَعْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الغِفَارِيِّ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله
عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ
يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إلاَّ غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَأَبْشِرُوا،
وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ» ([1]).
****
فَأَنتَ
إذَا امتَثَلتَ أَوَامِرَ هَذَا الدِّينِ، تَجِد أنَّه يسْرٌ، مَا فِيهَا مَشقَّة
- وللهِ الحَمدُ-، ولاَ فِيهَا إِرهَاقٌ لِلنفُوسِ، اللهُ لاَ يَرضَى لنَا هَذَا،
يَرضَى لنَا التَّوسُّطَ فِي العِبَادةِ، وَهَؤلاَءِ يقُولُونَ: لاَ، الدِّينُ
يسْرٌ. بِمعنَى أنَّك بِهَوَاكَ؛ تُرِيد تُصَلّي، أَو مَا تُصَلّي، أَو تَعمَلُ
كَذَا، الدِّينُ يُسْرٌ.
هَذَا
لَيسَ بِيُسرٍ، هَذَا حَرجٌ - والعِيَاذُ بِاللهِ-، التَّخَلُّصُ مِن الدِّينِ
هَذَا حَرجٌ، وَلَيْسَ يُسْرًا، اليُسرُ مَعَ التِزَامِ الدِّينِ وَفِعلُ
الرُّخَصِ الّتِي شَرَّعَها اللهُ سبحانه وتعالى، هذَا هُو اليُسْرُ، عَدمُ التَّشدِيدِ
علَى النَّفسِ، عَدمُ التَّكَلُّفِ هَذَا هُو اليُسرِ، العِبَادَةُ مُتَوسِّطَةٌ،
لاَ تُشَدِّد عَلَى نَفسِك، ولاَ تَتَسَاهَلُ، هَذُا هُو اليُسْرُ.
أمَّا
التَّحَلُّل مِن أَحكَامِ الدِّينِ، يَقُولُونَ: هَذَا يُسْرٌ. وَمَن التَزَمَ
بِهَا، يَقُولُون: هَذَا مُتَشَدِّدٌ.
هَذَا
كلامٌ بَاطِلٌ، يَجِبُ أنْ نَعرِفَ هَذَا؛ لأِنَّه الآنَ تُثَارُ قَضَايَا
لِإفسَادِ هَذَا الدِّينِ بِاسمِ السَّمَاحَةِ، وبِاسمِ اليُسرِ، وَبِاسمِ...،
يَستَعمِلُون الأَشيَاءَ فِيغَيرِ مَحَلّها، وَيُنْسِبُون هَذَا إلَى الدِّينِ،
وَإلَى اللهِ وَرَسُولِه، وَهَذا كَذِبٌ.
قَولُه صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ»، يسرٌ فِي تَشرِيعَاتِه، فِي تَشرِيعَاتِه الّتِي شَرَّعهَا اللهُ سبحانه وتعالى، الصَّلوَاتُ الخَمسِ لَيْس فِيهَا عُسرٌ،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (39).