مَا
يَسَّر اللهُ لَكَ وَمَا تَستَطِيعُ.
والفَرَائضُ
لَيْس بِهَا مَشقَّةٌ - كَمَا سَبَق-، الصَّلاةُ مَا فِيهَا مَشَقّةٌ، خَمسُ
صَلَواتٍ فِي اليَومِ وَالّليْلَةِ، الزَّكاةُ عَلَى الغَنِيّ، والفَقِيرُ مَا
عَلَيهِ زَكَاةٌ، عَلَى الغَنِيِّ رُبعُ العُشرِ، عِندَكَ مِليَارَاتٌ، مَا يَجِبُ
عَلَيكَ إلاَّ رُبعُ العُشرِ، عِندَكَ مِائةُ رِيَالٍ، مَا عَلَيكَ إلاَّ رُبعُ
العُشرُ، الحَمدُ للهِ عَلَى الكَثِيرِ والقَلِيلِ.
رُبْعُ
العُشرِ مَا أَحَدٌ يَعجَزُ عَنه، إلاَّ الفَقِيرُ الّذِي مَا عِندَه شَيءٌ، هَذا
مَا عَلَيه شَيءٌ، الصِّيَامُ شَهرٌ وَاحِدٌ فِي السَّنَةِ، إنْ قَدَرَ يَصُومُه
أَدَاءً، وَإلاَّ يَقضِيه إذَا أَفطَرَ لِعُذرٍ، وَالقَضَاءُ مُوَسَّعٌ - والحَمدُ
للهِ-.
الحَجُّ
- كمَا تَعلَمُون - الّذِي مَا يَستَطِيعُ، مَا عَلَيه شَيءٌ، الّذِي يَستَطِيعُ
عَلَيه مَرَّةٌ وَاحِدةٌ فِي العُمرِ، هَل أَيسَرَ مِن هذَا شَيءٌ؟ لاَ، مَا
أَيسَرَ مِن هَذَا شَيءٌ، النَّوافِلُ البَابُ مَفتوحٌ لَكَ، مَا دَامَ أنَّك
عِندَكَ رَغبَةٌ، تَأتِي بِمَا يَسَّر اللهُ لَكَ مِنهَا، وَإذَا تَرَكتَهَا، مَا
عَلَيكَ شَيءٌ، مَا هِيَ بِوَاجِبةٍ، هَذَا هُو اليُسرُ فِي الإِسلاَمِ.
قَالَ
صلى الله عليه وسلم: «فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا»؛ أيْ: أَصِيبُوا السُّنّةَ، احرِصُوا عَلَى
إِصَابةِ السُّنّةِ، فإذَا لَم تَقدِرُوا عَلَى الإِصَابةِ، عَلَى الأَقلِّ
قَارِبُوا الإِصَابَةَ: «فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا»،
مَن لَم يَستَطِعْ التَّسدِيدَ، فَإنَّه يُقَارِبُ، مَا يَستَطِيعُ نَعَم، «فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا».
قَالَ صلى الله عليه وسلم: «وَأَبْشِرُوا»؛ مَا يكُونُ عِندَكَ قُنُوطٌ وَخَوفٌ، يكُون عِندَكَ رَجَاءٌ - أيضًا-، تَجمَعُ بَيْن الخَوفِ وَالرَّجَاءِ، فَلا تَقتَصِرُ عَلَى الخَوفِ،