حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رضي
الله عنهما، أَخْبَرَهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، أَنَّ
هِرَقْلَ، قَالَ لَهُ: سَأَلْتُكَ هَلْ يَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ؟ فَزَعَمْتَ
أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ، وَكَذَلِكَ الإِيمَانُ حَتَّى يَتِمَّ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ
يَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ
لاَ، وَكَذَلِكَ الإِيمَانُ، حِينَ تُخَالِطُ بَشَاشَتُهُ القُلُوبَ لاَ
يَسْخَطُهُ أَحَدٌ.
****
قَالَ
أبُو عَبدِ اللهِ: جَعَلَ الإِسلاَمَ وَالإيمَانَ
وَالإِحسَانَ هُو الدِّينُ، وَهَذِه فِيهَا أَعمَالٌ وفِيهَا اعتِقَاداتٌ،
وَفِيهَا نُطقٌ، وَهِي الدِّينُ، فَدلَّ عَلَى أنَّ الإِسلامَ وَالإِيمانَ
وَالدِّينَ قَولٌ وَعَملٌ وَاعتِقَادٌ، هَذَا رَدٌّ عَلَى مَن؟ عَلَى المُرجِئَةِ.
كَانَت قُرَيشٌ فِي الجَاهِلِيّةِ يُتَاجِرون فِي الرِّحلَتَين: رِحلَةِ الشِّتاءِ، وَرِحلَةِ الصَّيفِ؛ رِحلَةُ الشّتَاءِ إلَى الشَّامِ، وَرِحلَةُ الصَّيفِ إلَى اليمَنِ، فَرَحلُوا إِلَى الشَّامِ علَى العَادَةِ، وَكَانَ زَعِيمُ القَافِلةِ أَبُو سُفيَانِ بنُ حَربٍ، فَلمَّا قَدِمُوا الشَّامَ، كَانَ هِرَقلُ مَلِكُ الرّومِ قَد سَمِعَ عَن بِعثَةِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، وَهُم أَهلُ كِتَابٍ يَعرِفُونَه، وَيَعرِفُونَ الرَّسُولَ، وَأنَّه سَيُبعَثُ، فَسَألَ: «أيُّكُم أَقرَبُ نَسَبًا بِهَذَا الرُّجُلِ الّذِي يَزعُمُ أنَّه نَبِيٌّ؟ فَقَالَ أبُو سُفيَان: فَقُلتُ أنَا أَقرَبُهم نَسَبًا، فَقَالَ: أُدنُوه مِنِّي، وَقَرِّبُوا أَصحَابَه فَاجْعَلُوهم عِندَ ظَهرِهِ، ثمَّ قَالَ لِتُرجُمَانِه: قُلْ لَهُم إِنِّي سَائِلٌ هَذَا عَن هَذَا الرَّجُلِ، فَإنْ كَذَبَنِي فَكَذِّبُوهُ» ([1])، فَسَأَلَه عَن الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، فَأَجَابَه أبُو سُفيَان، وَلَم
([1]) أخرجه: البخاري رقم (7).