«قَالَ: مَا المَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ،
وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا»، أمَّا أَشرَاطُها،
عَلاَمَاتُها، الآيَاتُ الّتِي تَدلُّ عَلَى قُربِ قِيَامِها، فَهَذِه مَعرُوفةٌ،
بيَّنهَا اللهُ سبحانه وتعالى لنَا، بيَّنها لنَا، ذَكَرَ النّبيُّ صلى الله
عليه وسلم هنَا عَلاَمَتَين:
العَلاَمَةُ
الأُولَى: «أَنْ تَلِدَ
الأَمَةُ رَبَّتَهَا».
العَلاَمةُ
الثَانِيةُ: «أنْ
تَرَى الحُفَاةَ العُرَاةَ العَالَةَ رُعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي
البُنْيَانِ» ([1])؛
البَادِيةُ الّتِي تَسكن فِي بُيُوتِ الشَّعرِ والصَّحَارِي، فِي آخِرِ الزَّمانِ
تَتحَرَّرُ، تَسكْنُ المُدُنُ، وَتُبنَي عِمَاراتٌ وَأَدوَارٌ، هَذَا مِن
عَلاَماتِ السَّاعةِ، هَذَا مَوجودٌ الآنَ أَم غَيرُ مَوجُودٌ؟
«وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا:
إِذَا وَلَدَتِ الأَمَةُ رَبَّهَا»، «رَبَّتَهَا»، رِوَايةُ: «رَبَّتَهَا»؛
يَعنِي: سَيِّدَتَها، أَو «رَبَّهَا»؛
يَعنِي: سَيِّدَها، كَيفَ يكُونُ هَذَا؟ قَالُوا: يَتَسرَّى بِأمِّهِ، فِي آخِرِ
الزَّمانِ تَكثُرُ الجَوَارِي والمَملُوكَاتِ، فَيَكثُر التَّسَرِّي، فَتَلدُ
هَذِه السَّرِيَّاتُ مِن سَادَتِها، المَولُودُ هَل هُو حُرٌّ أَم عَبدٌ؟ حُرٌّ،
وَالأُمُّ؟ عَبدَةٌ مَملُوكَةٌ، يكُونُ المَولودُ حرًّا، وَالأُمُّ مَملُوكةٌ،
هَذَا مِن عَلاَماتِ السَّاعةِ؛ لأنَّه يَكثُرُ، وَهَذا مَوجُودٌ فِي الأَوّلِ،
لَكنَّه يَكثُر فِي آخِرِ الزَّمانِ.
«وَإِذَا تَطَاوَلَ رُعَاةُ الإِبِلِ البُهْمُ فِي البُنْيَانِ»، البُهمُ يَعنِي: الّتِي لاَ تَنطِقُ، الإِبلُ البُهْمُ؛ بَهِيمَةُ الأَنعَامِ: الإِبِلُ والبَقرُ والغَنمُ، سمِّيَت بَهِيمَةً؛ لأِنَّها لاَ تَنطِقُ.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (8).