ومَعْنَى الآيَةِ -كَمَا قَالَ القرطبي-: أفرأيتم
هَذِهِ الآلِهَة؟! أَنَفَعَتْ أَوْ ضَرَّتْ؛ حَتَّى تَكونَ شُرَكَاء لِلهِ
تَعَالَى؟! وَهل دَفَعَتْ عَنْ نَفْسها حِينَمَا حَطَّمَهَا رَسُول اللهِ صلى الله
عليه وسلم وَأَصْحَابهُ رضي الله عنهم وَهَدَمُوهَا ؟!
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَٱتۡلُ عَلَيۡهِمۡ نَبَأَ إِبۡرَٰهِيمَ ٦٩إِذۡ قَالَ
لِأَبِيهِ وَقَوۡمِهِۦ مَا تَعۡبُدُونَ ٧٠قَالُواْ نَعۡبُدُ أَصۡنَامٗا فَنَظَلُّ لَهَا
عَٰكِفِينَ ٧١قَالَ هَلۡ يَسۡمَعُونَكُمۡ إِذۡ تَدۡعُونَ ٧٢أَوۡ يَنفَعُونَكُمۡ أَوۡ
يَضُرُّونَ ٧٣قَالُواْ بَلۡ وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا كَذَٰلِكَ يَفۡعَلُونَ ٧٤﴾ [الشُّعَرَاء: 69-74].
فَقَدْ وَافَقُوا عَلَى أَنَّ هَذِهِ الأَصْنَامَ لاَ
تَسْمَعُ الدُّعَاءَ، وَلاَ تنفعُ، وَلاَ تضرُّ، وَإِنَّمَا عَبَدُوهَا تَقْلِيدًا
لآِبَائِهمْ، وَالتَّقْلِيدُ حُجَّةٌ بَاطِلَةٌ.
* وَرَدَّ عَلَى مَنْ عَبَدَ
الكَوَاكِبَ وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ بِقَوْلِهِ: ﴿وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ وَٱلنُّجُومَ مُسَخَّرَٰتِۢ
بِأَمۡرِهِۦٓۗ﴾ [الأعرَاف: 54]،
وَبِقَوْلِهِ: ﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِ ٱلَّيۡلُ وَٱلنَّهَارُ وَٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُۚ
لَا تَسۡجُدُواْ لِلشَّمۡسِ وَلَا لِلۡقَمَرِ وَٱسۡجُدُواْۤ لِلَّهِۤ ٱلَّذِي
خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمۡ إِيَّاهُ تَعۡبُدُونَ﴾
[فُصّلَت: 37].
* وَرَدَّ عَلَى مَنْ عَبَدَ
المَلاَئِكَةَ وَالمَسِيحَ عليه السلام؛ عَلَى أَنَّهُمْ وَلَدُ اللهِ، بِقَوْلِهِ
تَعَالَى: ﴿مَا ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ مِن وَلَدٖ﴾ [المؤمنون: 91]، وَبِقَوْلِهِ: ﴿أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُۥ وَلَدٞ وَلَمۡ تَكُن لَّهُۥ
صَٰحِبَةٞۖ﴾ [الأنعَام: 101]، وبقوله: ﴿لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ
يُولَدۡ ٣وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ ٤﴾
[الإخلاص: 3-4].
***
الصفحة 5 / 188