×
عقيدة التوحيد

 يَعْبُدُ المَلاَئِكَةَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْبُدُ الأَشْجَارَ وَالأَحْجَارَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْبُدُ القُبُورَ وَالأَضْرِحَةَ؛ وَكُلُّ هَذَا بِسَبَبِ أَنَّ هَؤُلاَءِ تَصَوَّرُوا فِي هَذِهِ الأَشْيَاءِ شَيْئًا مِنْ خَصَائِصِ الرُّبُوبِيَّةِ.

فَمِنْهُمْ مَنْ يَزْعُمُ أَنَّ هَذِهِ الأَصْنَامَ تُمَثِّلُ أَشْيَاء غَائِبَةً؛ قَالَ ابْنُ القيم رحمه الله: «وَضْعُ الصَّنَمِ إِنَّمَا كَانَ فِي الأَصْلِ عَلَى شَكْلِ مَعْبُودٍ غَائِبٍ، فَجَعَلَوا الصَّنَمَ عَلَى شَكْلِهِ وَهَيْئَتِهِ وَصُورَتِهِ؛ لِيَكُونَ نَائِبًا مَنَابَهُ؛ وَقَائِمًا مَقَامُهُ؛ وَإِلاَّ فَمِنَ المَعْلُومِ أَنَّ عَاقِلاً لاَ يَنْحُتُ خَشَبَةً أَوْ حَجَرًا بِيَدِهِ، ثُمَّ يَعْتَقِدُ أَنَّهُ إِلَهُهُ وَمَعْبُودُهُ...» انتهى.

وَيَزْعُمُ عُبَّادُ القُبُورِ قَديمًا وَحَدِيثًا، أَنَّ هَؤُلاَءِ الأَمْوَاتَ يَشْفَعُونَ لَهُمْ، وَيَتَوَسَّطُونَ لَهُمْ عِنْدَ اللهِ فِي قَضَاءِ حَوَائِجِهِمْ؛ وَيَقُولُونَ: ﴿مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ [الزُّمَر: 3]،﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ [يُونس: 18].

وَبَعْضٌ مِمَنْ أشْرَكَ مِنَ العَرَبِ والنصارى تَصَوَّرُوا فِي معبوداتهم أَنَّهَا وَلَدُ اللهِ؛ فمشركوا العَرَب عَبَدُوا المَلاَئِكَة عَلَى أَنَّهَا بَنَاتُ اللهِ، والنصارى عَبَدُوا المَسِيحَ عليه السلام عَلَى أَنَّهُ ابْنُ اللهِ.

1-           الرَّدُّ عَلَى هَذِهِ التَّصَوُّرَاتِ البَاطِلَةِ:

قَدْ رَدَّ اللهُ عَلَى هَذِهِ التَّصَوُّرَاتِ البَاطِلَةِ جَمِيعًا بِمَا يَأْتِي:

* رَدَّ عَلَى عَبَدَةِ الأَصْنَامِ؛ بِقَوْلِهِ: ﴿أَفَرَءَيۡتُمُ ٱللَّٰتَ وَٱلۡعُزَّىٰ ١٩وَمَنَوٰةَ ٱلثَّالِثَةَ ٱلۡأُخۡرَىٰٓ ٢٠ [النّجْم: 19-20].


الشرح