×
عقيدة التوحيد

الفَصْلُ الأَوَّلُ

فِي بَيَانِ مَعنى تَوْحِيدِ الأُلُوهِيَّةِ

وَأَنَّهُ مَوْضُوعُ دَعْوَةِ الرُّسُلِ

****

·       تَوْحِيدُ الأُلُوهِيَّةِ:

الأُلُوهِيَّةُ هِيَ العِبَادَة، وَتَوْحِيدُ الأُلُوهِيَّةِ هُوَ: إفراد اللّه تَعَالَى بِأَفْعَالِ العبَادِ الَّتِي يَفْعَلُونَهَا عَلَى وَجْهِ التقرب المَشْرُوع؛ كَالدُّعَاءِ، وَالنَّذْر، وَالنَّحْر، وَالرَّجَاء وَالخَوْف، وَالتَّوَكُّل، وَالرَّغْبَة، وَالرَّهْبَة، وَالإِنَابَة؛ وَهَذَا النَّوْعُ مِن التَّوْحِيدِ هُوَ مَوْضُوعُ دَعْوَةِ الرُّسُلِ مِنْ أَوَّلِهِمْ إِلَى آخرِهِمْ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ [النّحل: 36]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ [الأنبيَاء: 25].

وَكُلُّ رَسُولٍ يَبْدَأُ دَعْوَتَهُ لِقَوْمِهِ بِالأَمْرِ بِتَوْحِيدِ الأُلُوهِيَّةِ؛ كَمَا قَالَ نُوحٌ وَهُودٌ وَصَالِحٌ وَشُعَيْبٌ: ﴿يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓ [الأعرَاف: 59، 65، 73، 85]،﴿وَإِبۡرَٰهِيمَ إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُۖ [العَنكبوت: 16].

وَأَنْزَلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم: ﴿قُلۡ إِنِّيٓ أُمِرۡتُ أَنۡ أَعۡبُدَ ٱللَّهَ مُخۡلِصٗا لَّهُ ٱلدِّينَ [الزُّمَر: 11].

وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ، حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ» ([1]).


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري، رقم (25)، ومسلم، رقم (22).