×
عقيدة التوحيد

* وَأَوَّلُ وَاجِبٍ عَلَى المُكَلَّفِ: شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَالعَمَلُ بِهَا؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿فَٱعۡلَمۡ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ [محَمَّد: 19].

* وَأولُ مَا يُؤْمَرُ بِهِ مَنْ يُرِيدُ الدُّخُولَ فِي الإِسْلاَمِ: النُّطْقُ بِالشَّهَادَتَيْنِ؛ فَتبَيّنَ مِنْ هَذَا: أَنَّ تَوْحِيدَ الأُلُوهِيَّةِ هُوَ مَقْصُودُ دَعْوَةِ الرُّسُلِ، وَسُمِّيَ بِذَلِكَ؛ لأَِنَّ الأُلُوهِيَّةَ وَصْفُ اللهِ تَعَالَى الدَّالُّ عَلَيْهِ اسمُهُ تَعَالَى «اللهُ»، فَـ «اللهُ»: ذُو الأُلُوهِيَّةِ؛ أَيْ: المَعْبُودُ.

وَيُقَالُ لَهُ: تَوْحِيدُ العِبَادَة؛ بِاِعْتِبَارِ أَنَّ العُبُودِيَّة وَصْفُ العَبْدِ، حَيْثُ إِنَّهُ يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَعْبُدَ اللهَ مُخْلِصًا فِي ذَلِكَ؛ لِحَاجَتِهِ إِلَى رَبّه، وَفقرِهِ إِلَيْهِ؛ قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْن تَيْمِيَّة رحمه الله:

«وَاعْلَمْ أَنَّ فَقْرَ العَبْدِ إِلَى اللهِ؛ أَنْ يَعْبُدَ الله لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا؛ لَيْسَ لَهُ نَظِير فَيُقَاسُ بِهِ؛ لَكِنْ يُشبهُ -مِنْ بَعْضِ الوُجُوهِ- حَاجَة الجَسَدِ إِلَى الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، وَبَيْنَهمَا فُرُوقٌ كَثِيرَة، فَإِن حَقِيقَة العَبْد قَلْبُهُ وَرُوحُهُ، وَهِيَ لاَ صَلاَحَ لَهَا إِلاَّ بِإِلَهِهَا؛ اللهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ، فَلاَ تطمئِن فِي الدُّنْيَا إِلاَّ بِذكرِهِ... وَلَوْ حَصَلَ لِلعَبْدِ لذات وَسُرُور بِغَيْرِ اللهِ، فَلاَ يَدُومُ ذَلِكَ، بَلْ يَنْتَقِلُ مِنْ نَوْعٍ إِلَى نَوْعٍ، وَمِنْ شَخْصٍ إِلَى شَخْصٍ... وَأمَّا إِلَهُهُ، فَلاَ بُدَّ لَهُ مِنْهُ فِي كُلِّ حَالٍ، وَكُلِّ وَقْتٍ، وَأَيْنَمَا كَانَ فَهُوَ مَعَهُ».

وَكَانَ هَذَا النَّوْع مِن التَّوْحِيدِ هُوَ مَوْضُوع دَعْوَةِ الرُّسُلِ؛ لأَِنَّهُ الأَسَاسُ الَّذِي تبنَى عَلَيْهِ جَمِيع الأَعْمَالِ، وَبِدُونِ تَحَقُّقِهِ لاَ تَصِح جَمِيع الأَعْمَال؛ فَإِنَّهُ إِذَا لَمْ يَتَحَقَّقْ؛ حَصَلَ ضِدّه؛ وَهُوَ الشّركُ، وَقَدْ قَالَ اللّه تَعَالَى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ [النِّسَاء: 48]،


الشرح