تَدُلُّ عَلَيْهِ لَمْ تَنْفَعْهُ؛ قَالَ
تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا
ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ثُمَّ لَمۡ
يَرۡتَابُواْ﴾ [الحُجرَات: 15]، فَإِنْ
كَانَ مُرْتَابًا، كَانَ مُنَافِقًا، وَقَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
لأَِبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: «مَنْ
لَقِيتَ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الحَائِطِ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ
مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ، فَبَشِّرْهُ بِالجَنَّةِ» ([1])،
فَمَنْ لَمْ يَسْتَيْقِنْ بِهَا قَلْبُهُ، لَمْ يَسْتَحِقَّ دُخُولَ الجَنَّةِ.
·
الشَّرْطُ
الثَّالِثُ:
القَبُولُ لِمَا اقْتَضَتْهُ هَذِهِ الكَلِمَةُ؛ مِنْ
عِبَادَةِ اللهِ وَحْدَهُ، وَتَرْكِ عِبَادَةِ مَا سِوَاهُ؛
فَمَنْ قَالَهَا وَلَمْ يَقْبَلْ ذَلِكَ وَلَمْ يَلْتَزِمْ بِهِ؛ كَانَ مِنَ
الَّذِينَ قَالَ اللهُ فِيهِمْ: ﴿إِنَّهُمۡ كَانُوٓاْ إِذَا قِيلَ لَهُمۡ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا
ٱللَّهُ يَسۡتَكۡبِرُونَ ٣٥وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوٓاْ ءَالِهَتِنَا لِشَاعِرٖ
مَّجۡنُونِۢ ٣٦﴾ [الصَّافات: 35-36].
وَهَذَا كَحَالِ عُبَّادِ القُبُورِ اليوْمَ؛ فَإنَّهُمْ
يَقُولُونَ: «لاَ إِلَهَ إِلاَ اللهُ»،
وَلاَ يَتْرُكُونَ عِبَادَةَ القُبُورِ؛ فَلاَ يَكُونُون قَابِلِينَ لِمَعنى: «لاَ إِلَهَ إِلاَ اللهُ».
·
الشَّرْطُ
الرَّابعُ:
الاِنْقِيَادُ لِمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ:
قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَن يُسۡلِمۡ وَجۡهَهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِ وَهُوَ
مُحۡسِنٞ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰۗ﴾
[لقمَان: 22]؛ وَالعُرْوَةُ الوُثْقَى: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ؛ وَمَعنى﴿يُسۡلِمۡ
وَجۡهَهُۥٓ﴾؛ أَيْ: يَنْقَادُ للهِ
بِالإِخْلاَصِ لَهُ.
·
الشَّرْطُ
الخَامِسُ:
الصِّدْقُ: وَهُوَ أَنْ يَقُولَ هَذِهِ الكَلِمَةَ مُصَدِّقًا بِهَا قَلْبُهُ؛ فَإِنْ قَالَهَا بِلِسَانِهِ، وَلَمْ يُصَدِّقْ بِهَا قَلْبُهُ؛ كَانَ مُنَافِقًا كَاذِبًا؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ
([1]) أخرجه: مسلم، رقم (31).