×
عقيدة التوحيد

الفَصْلُ الأَوَّلُ

الأَدِلَّةُ مِنَ الكِتَابِ والسُّنَّةِ وَالعَقْلِ

عَلَى ثُبُوتِ الأَسْمَاء وَالصِّفَاتِ

****

·       الأَدِلَّةُ مِنَ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ:

سَبَقَ أَنْ ذَكَرْنَا أَنَّ التَّوْحِيدَ يَنْقَسِمُ إِلَى ثَلاَثَةِ أَقْسَامٍ: تَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّةِ، وَتَوْحِيدِ الأُلُوهِيَّةِ، وَتَوْحِيدِ الأَسْمَاء وَالصِّفَاتِ، وَذَكَرْنَا جُمْلَةً مِنَ الأَدِلَّةِ عَلَى النَّوْعَيْنِ الأَوَّليْنِ: تَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّةِ، وَتَوْحِيدِ الأُلُوهِيَّةِ، وَالآنَ نَذْكُرُ الأَدِلَّةَ عَلَى النَّوْعِ الثَّالِث؛ وَهُوَ تَوْحِيدُ الأَسْمَاء وَالصِّفَاتِ.

فَإِلَيْكَ شَيْئًا مِنْ أَدِلَّةِ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ:

·       فَمِنْ أَدِلَّةِ الكِتَابِ:

قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ وَذَرُواْ ٱلَّذِينَ يُلۡحِدُونَ فِيٓ أَسۡمَٰٓئِهِۦۚ سَيُجۡزَوۡنَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ [الأعرَاف: 180].

أَثْبَتَ اللهُ سُبْحَانَهُ فِي هَذِهِ الآيَة لِنَفْسِهِ الأَسْمَاءَ، وَأَخْبَرَ أَنَّهَا حُسْنَى، وَأَمَرَ بِدُعَائِهِ؛ بِأَنْ يُقَالَ: يَا اللهُ، يَا رَحْمَنُ، يَا رَحِيمُ، يَا حَيُّ، يَا قَيُّومُ، يَا رَبَّ العَالَمِينَ، وَتَوَعَّدَ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ؛ بِمَعنى أَنَّهُمْ يَمِيلُونَ بِهَا عَن الحَقِّ؛ إِمَّا بِنَفْيِهَا عَن اللهِ، أَوْ تَأْوِيِلِهَا بِغَيْرِ مَعْنَاهَا الصَّحِيحِ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ الإِلْحَادِ، تَوَعَّدَهُمْ بِأَنَّهُ سَيُجَازِيهِمْ بِعَمَلِهِمُ السَّيِّئِ.

وقَالَ تَعَالَى: ﴿ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ [طه: 8]،﴿هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِۖ هُوَ ٱلرَّحۡمَٰنُ ٱلرَّحِيمُ


الشرح