×
عقيدة التوحيد

فَلَمْ يُخْرِجِ القَاتِلَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا، وَجَعَلَهُ أَخًا لِوَلِيّ القِصَاصِ؛ فَقَالَ: ﴿فَمَنۡ عُفِيَ لَهُۥ مِنۡ أَخِيهِ شَيۡءٞ فَٱتِّبَاعُۢ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَأَدَآءٌ إِلَيۡهِ بِإِحۡسَٰنٖۗ [البَقَرَة: 178].

وَالمُرَادُ: أُخُوَّةُ الدّينِ، بِلاَ رَيْبٍ.

وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱقۡتَتَلُواْ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَاۖ [الحُجرَات: 9]، إِلَى قَوْلِهِ: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَ أَخَوَيۡكُمۡۚ [الحُجرَات: 10].

انْتَهَى مِنْ «شَرْحِ الطَّحَاوِيَّةِ» بِاخْتِصَارٍ.

وَمُلَخَّصُ الفُرُوقِ بَيْنَ الكُفْرِ الأَكْبَرِ وَالكُفْرِ الأَصْغَرِ:

* أَنَّ الكُفْرَ الأَكْبَرَ يُخْرِجُ مِنَ المِلَّةِ، وَيُحْبِطُ الأَعْمَالَ، وَالكُفْرَ الأَصْغَرَ لاَ يُخْرِجُ مِنَ المِلَّةِ، وَلاَ يُحْبِطُ الأَعْمَالَ، لَكِنْ يَنْقُصُهَا بِحَسَبِهِ، وَيُعَرَّضُ صَاحِبهَا لِلْوَعِيدِ.

* أَنَّ الكُفْرَ الأَكْبَرَ يُخَلَّدُ صَاحِبهُ فِي النَّارِ، وَالكُفْرَ الأَصْغَرَ إِذَا دَخَلَ صَاحِبُهُ النَّارَ، فَإِنَّهُ لاَ يُخَلَّدُ فِيهَا؛ وَقَدْ يَتُوبُ اللهُ عَلَى صَاحِبِهِ؛ فَلاَ يُدْخِلُهُ النَّارَ أَصْلاً.

* أَنَّ الكُفْرَ الأَكْبَرَ يُبِيحُ الدَّمَ وَالمَالَ، وَالكُفْرَ الأَصْغَرَ لاَ يُبِيحُ الدَّمَ وَالمَال.

* أَنَّ الكُفْرَ الأَكْبَرَ يُوجِبُ العَدَاوَةَ الخَالِصَةَ بَيْنَ صَاحِبِهِ وَبَيْنَ المُؤْمِنِينَ؛ فَلاَ يَجُوزُ لِلْمُؤْمِنِينَ مَحَبَّتُهُ وَمُوَالاَتُهُ وَلَوْ كَانَ أَقْرَبَ قَرَيبٍ، وَأَمَّا الكُفْرُ الأَصْغَرُ، فَإِنَّهُ لاَ يَمْنَعُ المُوَالاَةَ مُطْلَقًا، بَلْ صَاحِبُهُ يُحَبُّ وَيُوَالَى بِقَدْرِ مَا فِيهِ مِنَ الإِيمَانِ، وَيُبْغَضُ وَيُعَادَى بِقَدْرِ مَا فِيهِ مِنَ العِصْيَانِ.

***


الشرح