×
عقيدة التوحيد

الفَصلُ الأَوَّلُ

ادّعَاءُ عِلْمِ الغَيْبِ فِي قِرَاءَةِ الكَفّ وَالفِنْجَانِ وَغَيْرِهِمَا

****

·       المُرَادُ بِالغَيْبِ:

هُوَ: مَا غَابَ عَنِ النَّاسِ مِنَ الأُمُورِ المُسْتَقْبَلَةِ وَالمَاضِيَةِ وَمَا لاَ يَرَوْنَهُ، وَقَدِ اخْتَصَّ اللهُ تَعَالَى بِعِلْمِهِ، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿قُل لَّا يَعۡلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ ٱلۡغَيۡبَ إِلَّا ٱللَّهُۚ [النَّمل: 65]؛ فَلاَ يَعْلَمُ الغَيْبَ إِلاَّ اللهُ سُبْحَانَهُ وَحْدَهُ.

وَقَدْ يُطْلِعُ سُبْحَانَهُ رُسُلَهُ عَلَى مَا شَاءَ مِنْ غَيْبِهِ لِحِكْمَةٍ وَمَصْلَحَةٍ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ فَلَا يُظۡهِرُ عَلَىٰ غَيۡبِهِۦٓ أَحَدًا ٢٦إِلَّا مَنِ ٱرۡتَضَىٰ مِن رَّسُولٖ [الجنّ: 26-27]؛ أَيْ: لاَ يُطْلِعُ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الغَيْبِ إِلاَّ مَنِ اصْطَفَاهُ لِرِسَالَتِهِ، فَيُظْهِرُهُ عَلَى مَا يشَاءُ مَنَ الغَيْبِ؛ لأَِنَّهُ يُسْتَدَلُّ عَلَى نُبُوَّتِهِ بِالمُعْجِزَاتِ؛ الَّتِي مِنْهَا الإِخْبَارُ عَنِ الغَيْبِ الَّذِي يُطْلِعُهُ اللهُ عَلَيْهِ، وَهَذَا يَعُمُّ الرَّسُولَ المَلَكِيَّ وَالبَشَرِيَّ، وَلاَ يُطْلِعُ غَيْرَهُمَا؛ لِدَلِيلِ الحَصْرِ؛ فَمَنِ ادَّعَى عِلْمَ الغَيْبِ بِأَيّ وَسِيلَةٍ مِنَ الوَسَائِلِ غَيْرَ مَنِ اسْتَثْنَاهُ اللهُ مِنْ رُسُلِهِ، فَهُوَ كَاذِبٌ كَافِرٌ؛ سَوَاءٌ ادَّعَى ذَلِكَ بِوَاسِطَةِ قِرَاءَةِ الكفّ، أَوِ الفِنْجَانِ، أَوْ الكِهَانَةِ، أَوِ التَّنْجِيمِ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ، وَهَذَا الَّذِي يَحْصُلُ مِنْ بَعْضِ المُشَعْوِذِينَ وَالدَّجَّالِينَ؛ مِنَ الإِخْبَارِ عَنْ مَكَانِ الأَشْيَاءِ المَفْقُودَةِ، وَالأَشْيَاءِ الغَائِبَةِ، وَعَنْ أَسْبَابِ بَعْضِ الأَمْرَاضِ، فَيَقُولُونَ: فُلاَنٌ عَمِلَ لَكَ كَذَا وَكَذَا؛ فَمَرِضْتَ بِسَبَبِهِ، وَإِنَّمَا هَذَا لاِسْتِخْدَامِ الجِنّ وَالشَّيَاطِينِ، وَيُظْهِرُونَ لِلنَّاسِ أَنَّ هَذَا يَحْصُلُ لَهُمْ عَنْ طَرِيقِ عَمَلِ هَذِهِ الأَشْيَاءِ، مِنْ


الشرح