×
عقيدة التوحيد

 يَكُونَ هُنَاكَ حَيَاةٌ غَيْرُهَا؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى:. ﴿وَقَالُوٓاْ إِنۡ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا ٱلدُّنۡيَا وَمَا نَحۡنُ بِمَبۡعُوثِينَ [الأنعَام: 29].

وَقَدْ تَوَعَّدَ اللهُ تَعَالَى مَنْ هَذِهِ نَظْرَتُهُ لِلْحَيَاةِ؛ فَقَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا وَرَضُواْ بِٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَٱطۡمَأَنُّواْ بِهَا وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَنۡ ءَايَٰتِنَا غَٰفِلُونَ ٧أُوْلَٰٓئِكَ مَأۡوَىٰهُمُ ٱلنَّارُ بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ ٨ [يُونس: 7-8]، وقَالَ تَعَالَى: ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيۡهِمۡ أَعۡمَٰلَهُمۡ فِيهَا وَهُمۡ فِيهَا لَا يُبۡخَسُونَ ١٥أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَيۡسَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا ٱلنَّارُۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَٰطِلٞ مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ١٦ [هُود: 15-16].

وَهَذَا الوَعِيدُ يَشْمَلُ أَصْحَابَ هَذِهِ النَّظْرَةِ، سَوَاءٌ كَانُوا مِنَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ عَمَلَ الآخِرَةِ؛ يُرِيدُونَ بِهِ الحَيَاةَ الدُّنْيَا؛ كَالمُنَافِقِينَ وَالمُرَائِينَ بِأعْمَالِهِمْ، أَوْ كَانُوا مِنَ الكُفَّارِ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِبَعْثٍ وَلاَ حِسَابٍ، كَحَالِ أَهْلِ الجاهلِيّةِ وَالمَذَاهِبِ الهَدَّامَةِ، مِنْ رَأْسِمَالِيَّةٍ وَشُيُوعِيَّةٍ، وَعَلْمَانِيَّة إِلْحَادِيَّةٍ، وَأُولَئِكَ لَمْ يَعْرِفُوا قَدْرَ الحَياةِ، وَلاَ تَعْدُو نَظْرَتُهُمْ لَهَا أن تَكُونَ كَنَظْرَةِ البَهَائِمِ، بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً؛ لأَِنَّهُمْ أَلْغَوْا عُقُولَهُمْ، وَسَخّرُوا طَاقَاتِهِمْ، وَضَيَّعُوا أَوْقَاتَهُمْ فِيمَا لاَ يَبْقَى لَهُمْ، وَلاَ يَبْقونَ لَهُ، وَلَمْ يَعْمَلُوا لِمَصِيرِهِمُ الَّذِي يَنْتَظِرُهُمْ، وَلاَ بُدَّ لَهُمْ مِنْهُ، وَالبَهَائِمُ لَيْسَ لَهَا مَصِيرٌ يَنْتَظِرُهَا، وَلَيْسَ لَهَا عُقُولٌ تُفَكِّرُ بِهَا، بِخِلاَفِ أُولَئِك؛ وَلِهَذَا يَقُولُ تَعَالَى فِيهِم: ﴿أَمۡ تَحۡسَبُ أَنَّ أَكۡثَرَهُمۡ يَسۡمَعُونَ أَوۡ يَعۡقِلُونَۚ إِنۡ هُمۡ إِلَّا كَٱلۡأَنۡعَٰمِ بَلۡ هُمۡ أَضَلُّ سَبِيلًا [الفُرقان: 44].

وَقَدْ وَصَفَ اللّهُ أَهْلَ هَذِهِ النَّظْرَةِ بِعَدَمِ العِلْمِ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَعۡدَ ٱللَّهِۖ لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ ٦يَعۡلَمُونَ ظَٰهِرٗا مِّنَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُمۡ عَنِ ٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ غَٰفِلُونَ ٧ [الرُّوم: 6-7].


الشرح