×
عقيدة التوحيد

 مُحَمَّدُ، وَإِنَّمَا يُدْعَى بِالرِّسَالَةِ وَالنُّبُوَّةِ، فَيُقَالُ: يَا رَسُولَ اللهِ، يَا نَبِيَّ اللهِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿لَّا تَجۡعَلُواْ دُعَآءَ ٱلرَّسُولِ بَيۡنَكُمۡ كَدُعَآءِ بَعۡضِكُم بَعۡضٗاۚ [النُّور: 63].

كَمَا أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ يناديه بـ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ [الأحزاب: 1]،﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ [المائدة: 41]، وَقَدْ صَلَّى اللهُ وَمَلاَئِكَتُهُ عَلَيْهِ، وَأَمَرَ عِبَادَهُ بِالصَّلاَةِ وَالتَّسْلِيمِ عَلَيْهِ؛ فَقَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا [الأحزَاب: 56].

لَكِنْ لاَ يُخَصَّصُ لِمَدْحِهِ صلى الله عليه وسلم وَقْتٌ وَلاَ كَيْفِيَّةٌ مُعَيَّنَةٌ إِلَّا بِدَلِيلٍ صَحِيحٍ مِنَ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، فَمَا يَفْعَلُهُ أَصْحَابُ المَوَالِدِ - مِنْ تَخْصِيصِ اليَوْمِ الَّذِي يَزْعُمُونَ أَنَّهُ يَوْمُ مَوْلِدِهِ صلى الله عليه وسلم لِمَدْحِهِ - بِدْعَةٌ مُنْكَرَةٌ.

وَمِنْ تَعْظِيمِهِ صلى الله عليه وسلم: تَعْظِيمُ سُنَّتِهِ، وَاعْتِقَادُ وُجُوبِ العَمَلِ بِهَا، وَأَنَّهَا فِي المَنْزِلَةِ الثَّانِيةِ بَعْدَ القُرْآنِ الكَرِيمِ؛ فِي وُجُوبِ التَّعْظِيمِ وَالعَمَلِ؛ لأَِنَّهَا وَحْي مِنَ اللهِ تَعَالَى؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ ٣إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ ٤ [النّجْم: 3-4].

فَلاَ يَجُوزُ التَّشْكِيكُ فِيهَا، وَالتَّقْلِيلُ مِنْ شَأْنِهَا، أَو الكَلاَمُ فِيهَا بتَصْحِيح أَوْ تَضْعِيفٍ لِطُرُقِهَا وَأَسَانِيدِهَا، أَوْ شَرْحٍ لِمَعَانِيهَا؛ إلاَّ بِعِلْمٍ وَتَحَفُّظٍ، وَقَدْ كَثُرَ فِي هَذَا الزَّمَانِ تَطَاوُلُ الجُهَّالِ عَلَى سُنَّةِ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، خُصُوصًا مِنْ بَعْضِ الشَّبَابِ النَّاشِئِينَ؛ الَّذِينَ لاَ يَزَالُونَ فِي المَرَاحِل الأولى مِنَ التَّعْلِيمِ، صَارُوا يُصَحِّحُونَ وَيُضَعِّفُونَ فِي الأَحَادِيثِ، وَيُجَرِّحُونَ فِي الرُّوَاةِ بِغَيْرِ عِلْمٍ، سِوَى قِرَاءَةِ الكُتُبِ، وَهَذَا خَطَر عَظِيم عَلَيْهِمْ وَعَلَى الأُمَّةِ؛ فَيَجِبُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَّقُوا اللهَ، وَيَقِفُوا عِنْدَ حَدِّهِم.

***


الشرح