×
عقيدة التوحيد

·       بَيَانُ مَنْزِلَتِهِ صلى الله عليه وسلم:

لاَ بَأْسَ بِبَيَانِ مَنْزِلَتِهِ بِمَدْحِهِ صلى الله عليه وسلم بِمَا مَدَحَهُ اللهُ بِهِ، وَذِكْرِ مَنْزِلَتِهِ الَّتِي فَضَّلَهُ اللهُ بِهَا، وَاعْتِقَادِ ذَلِكَ، فَلَهُ صلى الله عليه وسلم المَنْزِلَةُ العَالِيَةُ الَّتِي أَنْزَلَهُ اللهُ فِيهَا، فَهُوَ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، وَخِيرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ، وَأَفْضَلُ الخَلْقِ عَلَى الإِطْلاَقِ، وَهُوَ رَسُولُ اللهِ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً، وَإِلَى جَمِيعِ الثَّقَلَيْنِ الجِنِّ وَالإِنْسِ، وَهُوَ أَفْضَلُ الرُّسُلِ، وَخَاتَمُ النَّبِيِّين، لاَ نَبِيَّ بَعْدَهُ، قَدْ شَرَحَ اللهُ لَهُ صَدْرَهُ، وَرَفَعَ لَهُ ذِكْرَهُ، وَجَعَلَ الذِّلَّةَ وَالصَّغَارَ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرَهُ، وَهُوَ صَاحِبُ المَقَامِ المَحْمُودِ - الَّذِي قَالَ اللهُ تَعَالَى فِيهِ: ﴿عَسَىٰٓ أَن يَبۡعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامٗا مَّحۡمُودٗا [الإسرَاء: 79] - أَيِ: المَقَام الَّذِي يُقِيمُهُ اللهُ فِيهِ لِلشَّفَاعَةِ لِلنَّاِس يَوْمَ القِيَامَةِ؛ لِيُرِيحَهُمْ رَبُّهُمْ مِنْ شِدَّةِ المَوْقِفِ، وَهُوَ مَقَامٌ خَاصٌّ بِهِ صلى الله عليه وسلم دُونَ غَيْرِهِ مِنَ النَّبِيِّينَ.

وَهُوَ أَخْشَى الخَلْقِ للهِ، وَأَتْقَاهُمْ لَهُ، وَقَدْ نَهَى اللهُ عَنْ رَفْعِ الصَّوْتِ بِحَضْرَتِهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَثْنَى عَلَى الَّذِين يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ؛ فَقَالَ تَعَالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَرۡفَعُوٓاْ أَصۡوَٰتَكُمۡ فَوۡقَ صَوۡتِ ٱلنَّبِيِّ وَلَا تَجۡهَرُواْ لَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ كَجَهۡرِ بَعۡضِكُمۡ لِبَعۡضٍ أَن تَحۡبَطَ أَعۡمَٰلُكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تَشۡعُرُونَ ٢إِنَّ ٱلَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصۡوَٰتَهُمۡ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱمۡتَحَنَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمۡ لِلتَّقۡوَىٰۚ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَأَجۡرٌ عَظِيمٌ ٣إِنَّ ٱلَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَآءِ ٱلۡحُجُرَٰتِ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ ٤وَلَوۡ أَنَّهُمۡ صَبَرُواْ حَتَّىٰ تَخۡرُجَ إِلَيۡهِمۡ لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٥ [الحُجرَات: 2-5].

قَالَ الإِمَامُ ابْنُ كَثِيرٍ رحمه الله: «هَذِهِ آياتٌ أَدَّبَ اللهُ فِيهَا عِبَادَهُ المُؤْمِنِينَ؛ فِيمَا يُعَامِلُونَ بِهِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم؛ مِنَ التَّوْقِيرِ، وَالاِحْتِرَامِ، وَالتَّبْجِيلِ وَالإِعْظَامِ... أَلاَّ يَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَوْقَ صَوْتِهِ».

وَنَهَى سبحانه وتعالى أَنْ يُدْعَى الرَّسُولُ بِاسْمِهِ، كَمَا يُدْعَى سَائِرُ النَّاسِ، فَيُقَالَ: يَا


الشرح