فَأَهْل السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ يُحِبُّونَ أَهْل
بَيْتِ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم وَيَتوَلَّوْنَهُمْ، وَيَحْفَظُونَ
فِيهِمْ وَصِيَّةَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ حَيْثُ قَالَ يَوْمَ غَدِيرِ
خُمٍّ ([1]):
«أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي»
([2]).
فَأَهْل السُّنَّةِ يُحِبُّونَهمْ وَيُكْرِمُونَهم،
لأَِنَّ ذَلِكَ مِنْ مَحَبَّةِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وَإِكْرَامِهِ،
وَذَلِكَ بِشَرْطِ: أَنْ يَكُونُوا مُتَّبِعِينَ لِلسُّنَّةِ مُسْتَقِيمِينَ عَلَى
المِلَّةِ، كَمَا كَانَ عَلَيْهِ سَلَفُهُمْ؛ كَالعَبَّاسِ وَبَنِيهِ، وَعَلِيٍّ
وَبَنِيهِ. أَمَّا مَنْ خَالَفَ السُّنَّة، وَلَمْ يَسْتَقِمْ عَلَى الدِّينِ،
فَإِنَّهُ لاَ تَجوزُ مُوَالاتُهُ وَلَوْ كَانَ مِنْ أَهْلِ البَيْتِ.
فَمَوْقِفُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ مِنْ أَهْلِ
البَيْتِ، مَوْقِفُ الاِعْتِدَالِ وَالإِنْصَافِ؛ يَتَوَلَّوْنَ أَهْل الدِّينِ
وَالاِسْتِقَامَةِ مِنْهُمْ، وَيَتَبَرَّءُونَ مِمَّنْ خَالَفَ السُّنَّة
وَانْحَرَفَ عَن الدِّينِ، وَلَوْ كَانَ مِنْ أَهْلِ البَيْتِ، فَإِنَّ كَوْنَهُ
مِنْ أَهْلِ البَيْتِ وَمِنْ قَرَابَةِ الرَّسُول، لاَ يَنْفَعُهُ شَيْئًا حَتَّى
يَسْتَقِيمَ عَلَى دِينِ اللهِ، فَقَدْ رَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه،
قَالَ: قَامَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ: ﴿وَأَنذِرۡ عَشِيرَتَكَ ٱلۡأَقۡرَبِينَ﴾ [الشُّعَرَاء: 214]، فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ -أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا- اشْتَرُوا
أَنْفُسَكُمْ؛ لاَ أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا، يَا عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِ
المُطَّلِبِ، لاَ أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئًا، يَا صَفِيَّةُ عَمَّة رَسُول
اللهِ، لاَ أُغْنِي عَنْكِ منَ اللهِ شَيْئًا، وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ،
سَلِينِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتِ؛ لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللهِ شَيْئًا» ([3]).
وَفِي الحَدِيثِ: «مَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ، لمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ» ([4]).
([1]) غدير خم: اسم موضع.