×
عقيدة التوحيد

قَالَ شَارحُ الطَّحَاوِيَّةِ رحمه الله: «فَيَجِبُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ بَعْدَ مُوَالاَةِ اللهِ وَرَسُوله، مُوَالاَةُ المُؤْمِنِينَ؛ كَمَا أَطْلَقَ القُرْآنُ، خُصُوصًا الَّذِينَ هُمْ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، الَّذِينَ جَعَلَهُمُ اللهُ بِمَنْزِلَةِ النُّجُومِ، يُهْتَدَى بِهِمْ فِي ظُلُمَاتِ البَرِّ وَالبَحْرِ، وَقَدْ أَجْمَعَ المُسْلِمُونَ عَلَى هِدَايَتِهمْ وَدِرَايَتِهِمْ؛ فَإِنَّهُمْ خُلَفَاءُ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم فِي أُمَّتِهِ، وَالمُحْيُونَ لِمَا مَاتَ مِنْ سُنَّتِهِ، فَبِهِمْ قَامَ الكِتَاب وَبِهِ قَامُوا، وَبِهِمْ نَطَقَ الكِتَاب وَبِه نَطَقُوا، وَكُلُّهُمْ مُتَّفِقُونَ اتِّفَاقًا يَقِينًا عَلَى وُجُوب اتِّبَاعِ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، وَلَكِنْ إِذَا وُجِدَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمْ قَوْل قَدْ جَاءَ حَدِيث صَحِيح بِخِلاَفِهِ، فَلاَ بُدَّ لَهُ فِي تَرْكِهِ مِنْ عُذْرٍ».

وَجِمَاعُ الأَعْذَارِ ثَلاَثَةُ أَصْنَافٍ:

أَحَدُهَا: عَدَمُ اعْتِقَادِهِ أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَهُ.

الثَّانِي: عَدَمُ اعْتِقَادِهِ أَنَّهُ أَرَادَ تِلْك المَسْأَلَةَ بِذَلِكَ القَوْلِ.

الثَّالِثُ: اعْتِقَادُهُ أَنَّ الحُكْمَ مَنْسُوخ.

فَلَهُمُ الفَضْلُ عَلَيْنَا وَالمِنَّةُ؛ بِالسَّبْقِ، وَتَبْليغِ مَا أُرْسِلَ بِهِ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم إِلَيْنَا، وَإيْضاحِ مَا كَانَ مِنْهُ يَخْفَى عَلَيْنَا، فََرَضِـيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ؛ ﴿وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌ [الحَشر: 10].

وَالحَطُّ مِنْ قَدْر العُلَمَاءِ -بِسَبَبِ وُقُوعِ الخَطَإِ الاِجْتِهَادِيِّ مِنْ بَعْضِهِمْ- هُوَ مِنْ طَرِيقَةِ المُبْتَدِعَةِ، وَمِنْ مُخَطَّطَاتِ أَعْدَاءِ الأُمَّةِ؛ لِلتَّشْكِيكِ فِي دِينِ الإِسْلاَمِ، وَلإَيقَاعِ العَدَاوَةِ بَيْنَ المُسْلِمِينَ، وَلَأجْلِ فَصْلِ خَلَفِ الأُمَّةِ عَنْ سَلَفِهَا، وَبَثِّ الفُرْقَةِ بَيْنَ الشَّبَابَ وَالعُلَمَاءِ، كَمَا هُوَ الوَاقِعُ الآنَ، فَلْيَتَنَبَّهْ لِذَلِكَ بَعْضُ الطَّلَبَةِ المُبْتَدِئِينَ؛ الَّذِينَ يَحُطُّونَ مِنْ


الشرح