×
عقيدة التوحيد

الفَصْلُ الأَوَّلُ

تَعْرِيفُ البِدْعَةِ، وَأَنْوَاعُهَا، وَأَحْكَامُهَا

****

·       تَعْرِيفُهَا:

البِدْعَةُ فِي اللُّغَةِ: مَأْخُوذَةُ مِنَ البَدْعِ؛ وَهُوَ الاِخْتِرَاعُ عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ سَابِقٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿بَدِيعُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ [البَقَرَة: 117]؛ أَيْ: مُخْتَرِعُهَا عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ سَابِقٍ.

وقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿قُلۡ مَا كُنتُ بِدۡعٗا مِّنَ ٱلرُّسُلِ [الأحقاف: 9]؛ أَيْ: مَا كُنْتُ أَوَّلَ منْ جَاءَ بِالرِّسَالَةِ مِنَ اللهِ إِلَى العِبَادِ، بَلْ تَقَدَّمَنِي كَثِير مِنَ الرُّسُلِ.

وَيُقَالُ: ابْتَدَعَ فُلاَن بِدْعَةً؛ يَعني: ابْتَدَأَ طَرِيقَةً لَمْ يُسْبَقْ إِلَيْهَا.

وَالاِبْتِدَاعُ عَلَى قِسْمَيْنِ:

ابْتِدَاع فِي العَادَاتِ؛ كَابْتِدَاعِ المُخْتَرَعَاتِ الحَدِيثَةِ، وَهَذَا مُبَاح؛ لأَِن الأَصْلَ فِي العَادَاتِ الإِبَاحَةُ.

وَابْتِدَاع فِي الدّينِ، وَهَذَا مُحَرَّم؛ لأَِنَّ الأَصْل فِيهِ التَّوْقِيفُ؛ قَالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أمرنا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ، فَهُوَ رَدّ» ([1])، وَفِي رِوَايَةٍ: «منْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا، فَهُوَ رَدّ» ([2]).


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري، رقم (2550)، ومسلم، رقم (1718).

([2])  أخرجه: البخاري، رقم (2550)، ومسلم، رقم (1718).