×
عقيدة التوحيد

وَالتَّرَاوِيحُ قَدْ صَلاَّهَا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بِأَصْحَابِهِ لَيَالِيَ، وَتَخَلَّفَ عَنْهُمْ فِي الأَخِيرِ؛ خَشْيَةَ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْهِمْ، وَاسْتَمَرَّ الصَّحَابَة رضي الله عنهم يُصَلُّونَهَا أَوْزَاعًا مُتَفَرِّقِينَ فِي حَيَاةِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وَبَعْدَ وَفَاتِهِ، إِلَى أَنْ جَمَعَهُمْ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رضي الله عنه عَلَى إِمَامٍ وَاحِدٍ؛ كَمَا كَانُوا خَلْفَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وَلَيْسَ هَذَا بِدْعَةً فِي الدِّينِ.

وَكِتَابَةُ الحَدِيثِ أَيْضًا لَهَا أَصْل فِي الشَّرْعِ؛ فَقَدْ أَمَرَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بِكِتَابَةِ بَعْضِ الأَحاَدِيثِ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ؛ لَمَّا طُلِبَ مِنْهُ ذَلِكَ، وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَكْتُبُ الحَدِيثَ فِي عَهْدِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ المَحْذُورُ مِنْ كِتَابَتِهِ بِصِفَةٍ عَامَّةٍ فِي عَهْدِهِ؛ خِشْيَةَ أَنْ يخْتَلِطَ بِالقُرآنِ مَا لَيْسَ مِنْهُ، فَلَمَّا تُوُفّيَ صلى الله عليه وسلم انْتَفَى هَذَا المَحْذُورُ؛ لأَِنَّ القُرْآنَ قَدْ تَكَامَلَ، وَضُبِطَ قَبْلَ وَفَاتِهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَوَّنَ المُسْلِمُونَ الحَدِيثَ بَعْدَ ذَلِكَ؛ حِفْظًا لَهُ مِنَ الضَّيَاعِ، فَجَزَاهُمُ اللهُ عَن الإِسْلاَمِ وَالمُسْلِمِينَ خَيْرًا؛ حَيْثُ حَفِظُوا كِتَابَ رَبِّهِم وَسُنَّةَ نَبِيِّهِمْ صلى الله عليه وسلم مِنَ الضَّيَاعِ، وَعَبَثِ العَابِثِينَ.

***


الشرح