×
عقيدة التوحيد

·       وَالتَّوَسُّلُ قِسْمَانِ:

القِسْمُ الأَوَّلُ: تَوَسُّلٌ مَشْرُوعٌ؛ وَهُوَ أَنْوَاعٌ:

* النَّوْعُ الأَوَّلُ: التَّوَسُّلُ إِلَى اللهِ تَعَالَى بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ، كَمَا أَمَرَ اللهُ تَعَالَى بِذَلِكَ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ وَذَرُواْ ٱلَّذِينَ يُلۡحِدُونَ فِيٓ أَسۡمَٰٓئِهِۦۚ سَيُجۡزَوۡنَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ [الأعرَاف: 180].

* النَّوْعُ الثَّانِي: التَّوَسُّلُ إِلَى الله تَعَالَى بِالإِيمَانِ وَالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ الَّتِي قَامَ بِهَا المُتَوَسِّلُ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى عَنْ أَهْلِ الإِيمَانِ: ﴿رَّبَّنَآ إِنَّنَا سَمِعۡنَا مُنَادِيٗا يُنَادِي لِلۡإِيمَٰنِ أَنۡ ءَامِنُواْ بِرَبِّكُمۡ فَ‍َٔامَنَّاۚ رَبَّنَا فَٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرۡ عَنَّا سَيِّ‍َٔاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلۡأَبۡرَارِ [آل عِمرَان: 193].

وَكَمَا فِي حَدِيثِ الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ انْطَبَقَتْ عَلَيْهِمُ الصَّخْرَةُ، فَسَدَّتْ عَلَيْهِمْ بَابَ الغَارِ، فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا الخُرُوجَ؛ فَتَوَسَّلُوا إِلَى اللهِ بِصَالِح أَعْمَالِهِمْ، فَفَرَّجَ اللهُ عَنْهُمْ ([1])، فَخَرَجُوا يَمْشُونَ.

* النَّوْعُ الثَّالِثُ: التَّوَسُّلُ إِلَى اللهِ تَعَالَى بِتَوْحِيدِهِ؛ كَمَا تَوَسَّلَ يُونُسُ عليه السلام: ﴿فَنَادَىٰ فِي ٱلظُّلُمَٰتِ أَن لَّآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنتَ سُبۡحَٰنَكَ [الأنبيَاء: 87].

* النَّوْعُ الرَّابِعُ: التَّوَسُّلُ إِلَى اللهِ تَعَالَى بِإِظْهَارِ الضَّعْفِ وَالحَاجَةِ وَالاِفْتِقَارِ إِلَى اللهِ؛ كَمَا قَالَ أيُّوبُ عليه السلام: ﴿أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلضُّرُّ وَأَنتَ أَرۡحَمُ ٱلرَّٰحِمِينَ [الأنبيَاء: 83].

* النَّوْعُ الخَامِسُ: التَّوَسُّلُ إِلَى اللهِ بِدُعَاءِ الصَّالِحِينَ الأَحْيَاءِ، كَمَا كَانَ الصَّحَابَةُ إِذَا أَجْدَبُوا طَلَبُوا مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَدْعُوَ الله لَهُمْ، وَلَمَّا تُوُفِّيَ، صَارُوا يَطْلُبُونَ مِنْ عَمِّهِ العَبَّاسِ رضي الله عنه، فَيَدْعُو لَهُمْ.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري، رقم (2152)، ومسلم، رقم (2743).