تُورَث
عن زَوجِها الميِّتِ كما يُورَث مالُهُ، وكان الجَمعُ الكَثيرُ من النِّساءِ
يَعشْنَ تحت زوجٍ واحدٍ؛ حيث كانوا لا يتقيَّدون بعددٍ محدَّدٍ من الزوجات غيرَ
عابِئِين بما ينالُهُنَّ من جَرَّاءِ ذلك من المُضايَقاتِ والإِحراجَاتِ
والظُّلمِ.
2-
مكانَة المَرأةِ في الإِسلاَمِ:
فلمَّا
جاء الإسلامُ رَفَع هذه المَظالِمُ عن المَرأةِ، وأعاد لها اعتِبارَها في
الإنسانِيَّة، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن ذَكَرٖ
وَأُنثَىٰ﴾ [الحجرات: 13]؛ فذكر سبحانه
أنها شَرِيكَةُ الرَّجُلِ في مَبدَأِ الإنسانِيَّةِ، كما هي شريكة الرَّجُلِ في
الثَّوابِ والعِقَابِ على العَمَل: ﴿مَنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ
مُؤۡمِنٞ فَلَنُحۡيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةٗ طَيِّبَةٗۖ وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَجۡرَهُم
بِأَحۡسَنِ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾
[النحل: 97].
وقال
تعالى: ﴿لِّيُعَذِّبَ
ٱللَّهُ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ وَٱلۡمُشۡرِكَٰتِ﴾ [الأحزاب: 73].
وحرَّم
سبحانه اعتِبارَ المَرأةِ من جُملَةِ مَورُوثاتِ الزَّوجِ المَيِّتِ، فقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لَا يَحِلُّ لَكُمۡ أَن تَرِثُواْ ٱلنِّسَآءَ كَرۡهٗاۖ﴾ [النساء: 19].
فضَمِن
لها استِقلاَلَ شخصِيَّتِها، وجَعَلها وارِثَةً لا مَوروثَةً، وجَعَل للمَرأةِ
حقًّا في المِيراثِ مِن مالِ قَريبِهَا، فقال تعالى: ﴿لِّلرِّجَالِ نَصِيبٞ مِّمَّا تَرَكَ ٱلۡوَٰلِدَانِ وَٱلۡأَقۡرَبُونَ
وَلِلنِّسَآءِ نَصِيبٞ مِّمَّا تَرَكَ ٱلۡوَٰلِدَانِ وَٱلۡأَقۡرَبُونَ مِمَّا
قَلَّ مِنۡهُ أَوۡ كَثُرَۚ نَصِيبٗا مَّفۡرُوضٗا﴾
[النساء: 7].
وقال
تعالى: ﴿يُوصِيكُمُ
ٱللَّهُ فِيٓ أَوۡلَٰدِكُمۡۖ لِلذَّكَرِ مِثۡلُ حَظِّ ٱلۡأُنثَيَيۡنِۚ فَإِن كُنَّ
نِسَآءٗ فَوۡقَ ٱثۡنَتَيۡنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَۖ وَإِن كَانَتۡ
وَٰحِدَةٗ فَلَهَا ٱلنِّصۡفُۚ﴾
[النساء: 11] إلى آخر ما جاء في تَورِيثِ المَرأةِ أمًّا وبِنتًا وأُختًا
وزَوجَةً.