وفي مَجالِ الزَّوجيَّةِ حَصَرَ الله الزَّواجِ
على أَربعٍ حَدًّا أَعلَى، بشَرْطِ القِيَامِ بالعَدلِ المُستَطاعِ بين
الزَّوجاتِ، وأَوجَبَ مُعاشرَتَهُن بالمَعروفِ، فقال سبحانه: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ
بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ﴾ [النساء:
19].
وجَعَل
الصَّدَاقَ حقًّا لها، وأمر بإِعطَائِها إيَّاه كاملاً إلاَّ ما سمحت به عن طِيبِ
نَفسٍ، فقال: ﴿وَءَاتُواْ
ٱلنِّسَآءَ صَدُقَٰتِهِنَّ نِحۡلَةٗۚ فَإِن طِبۡنَ لَكُمۡ عَن شَيۡءٖ مِّنۡهُ
نَفۡسٗا فَكُلُوهُ هَنِيٓٔٗا مَّرِيٓٔٗا﴾
[النساء: 4].
وجعلها
الله رَاعِيَةً آمِرَةً ناهِيَةً في بيت زَوجِهَا أَمِيرَةً على أَولاَدِها، قال
صلى الله عليه وسلم: «وَالمَرْأَةُ
رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا» ([1])،
وأَوجَبَ على الزَّوجِ نفقَتَها وكسوِتَها بالمعروف.
3-
ما يُرِيدُه أَعداءُ الإِسلامِ وأفراخُهُم اليومَ من سَلْبِ المرأةِ كرامَتَها
وانتِزاعِ حُقوقِهَا:
إن
أعداء الإسلامِ - بل أعداءَ الإنسَانِيَّةِ - اليومَ من الكُفَّار والمُنافِقِين
والذين في قُلوبِهِم مرضٌ - غاظَهُم ما نالَتْه المَرأةُ المُسلِمَة من كَرامة
وعِزَّة وصِيانَةٍ في الإسلام؛ لأنَّ أعداءَ الإسلامِ من الكُفَّار والمُنافِقِين
يريدون أن تَكون المَرأةُ أَداةَ تَدمِيرٍ، وحُبَالَةً يَصطادُونَ بها ضِعَافَ
الإيمان وأَصحابَ الغَرائِزِ الجَانِحَةِ، بعدَ أن يُشبِعوا منها شَهَواتِهِم
المَسعُورَةَ، كما قال تعالى: ﴿وَيُرِيدُ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوَٰتِ أَن
تَمِيلُواْ مَيۡلًا عَظِيمٗا﴾
[النساء: 27].
والذين في قُلوبِهِم مرضٌ من المُسلِمين يريدون من المَرأةِ أن تكونَ سِلعَةً رَخِيصَةً في مَعرَض أَصحابِ الشَّهواتِ والنَّزَعاتِ الشَّيطانِيَّةِ، سِلعَةً مَكشوفَةً أمامَ أعيُنِهم يتمتَّعون بجَمالِ مَنظَرِها، أو يتوصَّلون مِنها إلى