وفيهما أيضا: أنه صلى الله عليه وسلم «بَرِئَ مِنَ الصَّالِقَةِ وَالحَالِقَةِ
وَالشَّاقَّةِ» ([1]).
والصَّالِقَة:
هي التي تَرفع صوتَهَا عند المصيبة.
والحَالِقَة:
التي تَحلِق شَعَرَها عند المصيبة.
والشَّاقَّة:
التي تشُقُّ ثِيابَها عند المصيبة.
وفي
«صحيح مسلم»: «أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم
لَعَنَ النَّائِحَةَ وَالْمُسْتَمِعَةَ» ([2])،
أي: التي تَقصِد سَماعَ النِّياحة وتُعجِبها.
فيجب
عليكِ أيَّتُها الأختُ المُسلِمة تجنُّبُ هذا العمل المحرَّم عند المصيبة، وعليكِ
بالصبر والاحتساب، حتى تكون المصيبة في حقِّكِ تكفيرًا لسيئاتك، وزيادة في
حسناتِكِ، قال الله تعالى: ﴿وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ
وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ
١٥٥ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ
رَٰجِعُونَ ١٥٦أُوْلَٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ صَلَوَٰتٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةٞۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ
هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ ١٥٧﴾
[البقرة: 155- 157].
نعم،
يجوز البكاء الذي ليس معه نياحة، ولا أفعالٌ محرَّمة، ولا تسخُّطٌ من قضاء الله
وقَدَرِه؛ لأنَّ البكاء فيه رحمة للميِّت ورِقَّة للقلب، وأيضًا هو مما لا
يُستطَاع ردُّه، فكان مباحًا وقد يكون مستحبًّا، والله المستعان.
***
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1296)، ومسلم رقم (104).
الصفحة 2 / 103