×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

وتِلكَ لَعَمْرِي آخِرُ الفِتَن التي *** مَتى تَنْجُ مِنْها فُزْتَ فوزَ مُخَلَّدِ

فنَسْأَلُه التَّثْبيتَ دُنْيا وآخِرَا *** وخَاتِمةً تَقْضِي بفَوزٍ مُؤَبَّد

ويُكْرَهُ تَأْذِينٌ لنَعْي مُعَمَّمًا: *** إلاَّ مَاتَ زَيدٌ، لاَ لأهلِ التَّودُّد

ونَدْبٌ جُلُوسُ المُؤْنِسينَ حِذاءَه *** كنَحْرِ جَزُورٍ بينَ بَاكٍ ومُسْعَدِ

ويقطع نَبَّاشُ القُبُورِ بأَخْذِه *** عنِ الميِّتِ الأَكْفانَ مِن حِرْزِ مُلحَّدِ

وإيَّاكَ والمَالَ الحَرَامَ مُورِّثًا *** تَبُوء بخُسْرانٍ مُبينٍ وتَكْمَدِ

- فتَشْقَى بِه جَمْعًا وتَصْلَى به لَظًى *** وغَيرُك يَهنَاهُ ويَسْعدِ فِي غَدِ

وبَادِرْ بإِخْرَاجِ المَظَالمِ طَائِعًا *** وَفتِّشْ علَى عَصرِ الصِّبَا وتَفقَّدِ

فيَا لكَ أَشْقَى النَّاسِ مِن مُتكَلِّفٍ *** لغَيرِك جَمَّاعًا إذَا لَم تَزَوَّد

ورَجِّحْ عَلى الخَوفِ الرَّجَا: عندَ بأسِه *** وَلاَقِ بحُسْنِ الظَّنِّ: ربَّكَ تَسْعَدِ

وتُشْرَعُ للمَرْضَى العِيادَةُ، فَأْتِهِمْ *** تَخُضْ رحمةً تَغْمُرُ مَجالِسَ عُوَّد

فسَبعونَ ألفًا من مَلائكَةِ الرِّضَى: *** تُصَلِّي عَلى من عَادَ مرضَى إلى الغَدِ

وإنْ عادَه في أوَّلِ اليَوْمِ: وَاصَلَتْ *** عليْهِ إلى اللَّيلِ الصَّلاةَ، فأَسْنِد

فمِنهُم مغبا عد وخَفَّفَ، ومِنهُم الـَّ *** ـذي يُؤثِرُ التَّطْويلَ مِن مُتوَرِّد

ففَكِّر ورَاعِ في العيادةِ حالَ مَن *** تَعُودُ، ولاَ تُكثِرْ سُؤَالاً تَنكَدِ

وذَكِّرْ لِمَن تَأتِي بتوبةٍ مُخلِصٍ *** ولقِّنْه عندَ المَوتِ قَولَ المُوَحِّدِ

ويس إنْ تُتْلَى يُخَفَّفْ مَوتُه *** ويُرفَعُ عنْهُ الإِصْرَ عندَ التَّلَحُّد

ووَفِّ دُيونَ المَيِّتِ شَرْعًا وفرقن *** وَصِيَّة عَدْلٍ ثُمَّ تَجْهِيزَه اقْصُدِ

ويُختَارُ للغُسْلِ الأَمينُ وعالمٌ *** بأحكامِ تَغْسيلٍ وَلو بِتَقَلُّدِ

ولاَ تَفْشِ سِرًّا يُؤثِرُ المَيِّتُ كَتْمَه *** سِوَى ذِي فُجُورٍ وابْتِداعٍ معودِ

وفَاضِل ما يُجْبَى لمَيتٍ لرَبِّه *** وإنْ جَهِلُوا فاصْرِفْ لآخَرٍ تَهْتَدِ

ولاَ تَمنَعَنَّ مِن رُؤيةِ المَيِّتِ أهلَهُ *** وتَقْبيلُهُ فِعلُ المُحِبِّ المُجوِّد

وتَعْزِيةُ المَرْءِ المُصَابِ فَضِيلةٌ *** يُدَلُّ عَليهِ بالحَدِيثِ المُؤَيِّد


الشرح