×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

يُزِيلُ الحَيَا عَنْه ويَذْهَبُ بِالغنَا *** ويُوقِعُ فِي الفَحْشَا وقَتلِ المُعَرْبِدِ

وكلُّ صِفاتِ الذَّمِّ فِيها تَجمَّعَت *** كَذا سُمِّيَتْ أُمُّ الفُجُورِ فأَسْنِدِ

فكَمْ آيَةٍ تُنْبِي بتَحْرِيمِهَا لِمَنْ *** تَدبَّر آيَاتِ الكِتابِ المُمجَّدِ

وقَد لَعَن المُختَارُ فِي الخَمرِ تِسْعةً *** رَوَاهُ أَبُو دَاودَ عَن خَيرِ مُرشِدِ

وأَقْسمَ رَبُّ العَرْشِ أَنْ ليُعَذِّبَنَّ *** عَلَيْها رَوَاهُ أَحْمَدُ عَن مُحمَّدٍ

ومَا قَدْ أَتَى في حَظْرِها بَالِغٌ إذَا *** تَأمَّلْتَهُ حَدَّ التَّوَاتُرِ فاهْتَدِ

وأجْمَعَ عَلى تَحْرِيمِها كُلُّ مُسلِمٍ *** فَكفَرَ مُبِيحَنْهَا وفِي النَّارِ خُلِّد

وإِدْمَانُهَا إِحْدَى الكبائرِ فاجْتَنِبْ *** لَعلَّكَ تَحْظَى بِالفَلاحِ وتَهْتَدِي

ويَحرُمُ مِنها النَّزْرُ مِثلُ كَثيرِها *** ولَيسَتْ دَوَاءً بَلْ هِي الدَّاءُ فَابْعِدِ

فمَا جَعلَ اللهُ العَظيمُ دَوَاءَنا *** بِما هُوَ مَحظُورٌ بمِلَّةِ أحْمَد

وكُلُّ شَرَابٍ إنْ تَكَاثَر مُسْكِرًا *** يَحرُمُ مِنهُ النَّزْرُ والخَمْرُ فَاعْدُدِ

ومِنْ أَيِّ شَيْءٍ كَانَ يُحْرَمُ مُطْلقًا *** ولَو كَانَ مَطبُوخًا بغَيرِ تَقيُّدِ

سِوَى لِظَمَا المُضْطَرِّ إنْ مُزِجَتْ بِمَا *** يَرْوِي وَللمُغْتَصِّ إجْمَاعًا ازْدُدِ

ولاَ يَثبتُ التَّحريمُ فِيمَا انْتَبَذْتَه *** قُبَيلَ الثَّلاثِ اشْرَبْه مَا لَمْ يَزبد

ولا بَأسَ بِالفُقَّاعِ إذْ لَيسَ مُسْكِرًا *** ولاَ آيِلاً بَلْ إِنْ يُبقِيه يَفْسُدِ

وعَزِّرْ مَنِ اسْتَمْنَى ولَمْ يَخَفِ الزِّنا *** ولاَ ضَرَرًا فِي جِسْمِه وتَوعَّدِ

وعنْ أحْمد بَلْ فِيهِ مَع فَقْدِ خَوْفَةٍ *** كَرَاهةَ تَنْزِيهٍ بغَيرِ تَشدُّدِ

وقَد نَقلَ البِناءَ تَكْفِير مَنْ رَأَى *** مَسَبَّةَ أَصحَابِ النَّبِي مُحمَّدِ

حَذَارِك مَن كَذَبَ الْيَمِينَ فإِنَّه *** ليُوجِبُ سُخْطَ اللهِ إِنْ يُتعَمَّدِ

وأَوْجَبُ لإِنْجَا هَالكٍ مِن ظَلاَمةٍ *** ونَدْبٌ لمَندُوبٍ لإِصْلاحِ مُفسِدِ

ومَنْ يُوَلِّ عَهدًا كاذِبًا لاقْتِطَاعِه *** بحَقِّ امْرِئٍ يُغضَبْ عَليْه ويُبْعَد

ولاَ شَيْءَ فِي إِيلاَ المُحِقِّ تَيقُّنًا *** وإنْ يَفتدِي الإِيلاَ أَبَر فَجَوِّد

ولاَ تَجْعلَنَّ اللهَ دُونَكَ جُنَّةً *** بأَيْمانِ كَذِبٍ كالمُنافِقِ تَعْتدِي


الشرح